أعتقد أن الهجوم على ناقلة النفط السعودية في المياه اليمنية قبالة الشريط الساحلي الذي تسيطر عليه قوات مدعومة من الإمارات يفتح باباً للتساؤلات عن أبعاد الاستهداف وكذا الزمان والمكان أيضاً.
فلو صحّت الرواية بأن الاستهداف تم قبالة ساحل المخا وهو منطقة عسكرية مغلقة على القوات الإماراتية ويعتبر القاعدة الرئيسية لإدارة معارك الساحل التهامي فإن لذلك دلالات خطيرة.
سيما والمنطقة تعتبر عملياً تحت نفوذ قوات طارق عفاش التي تحتوي خبراء تهريب يعرفون كل نقاط التهريب الساحلي والتي انطلق منها قارب الهجوم على الناقلة السعودية، وإذا ما صح ذلك فإنه يؤكد هشاشة السيطرة العسكرية الإماراتية على تلك المنطقة، ويؤكد أيضاً ازدواجية ولاء قوات طارق بين الارتزاق من الامارات والعمل في نفس الوقت لإيران كيف لا وكثير منهم إلى وقت قريب كانوا يقاتلون في صفوف الانقلاب.
ثمة احتمالٌ أيضاً أن يكون الاعتداء مسرحية سعودية تهدف للضغط على جريفث للخروج بحلٍ يعجل بتسليم الحوثيين للحديدة لتخفيف كلفة الحرب التي يريد الحوثيون إطالتها لابتزاز المجتمع الدولي وتحقيق مكاسب سياسية.
في البعد الدولي أيضاً يمكن القول أيضاً أن ما جرى فرصة للتحالف خصوصاً السعودية للفت انتباه المجتمع الدولي لأهمية معركتها في اليمن وأنها تتصل بالأمن العالمي وأن التهديد الإيراني عبر الحوثي كأداة بإمكانه أن يتجاوز هرمز إلى باب المندب والبحر الأحمر، وفي هذا السياق يمكن فهم القرار السعودي السريع بتعليق حركة السفن النفط السعودية الأمر الذي سيكون له صداه الدولي العاجل.
طبعاً وكل الاحتمالات لا تنفي أن يكون الحوثيين يمتلكون القدرة العسكرية التي يمكن أن تشكل مصدر قلق وتهديد للملاحة الدولية وأنهم ربما بهذا الهجوم أرادوا فرض واقعٍ جديد بلغة جديدة ستؤثر لا شك في سير المحادثات.