اقر الكنيست الاسرائيلي قانونا للدولة القومية اليهودية. او ما تُسمى في الامر الواقع اسرائيل بأنها دولة قومية لليهود.
يشكل القانون احد اكثر اشكال التشريعات عنصرية؛ فالقومية هنا مبنية بدرجة اساسية على ديانة؛ والديانة ايضاً تقوم على قومية.
انه شرق المتوسط الجديد؛ المثقل بالصراع الديني والطائفي. محاولة تقسيم المنطقة على اسس مذهبية ودينية، تتيح لإسرائيل تشريع منهجها العنصري بهذا القانون.
1
لطالما تحدثنا عن هذا الامر منذ 2012؛ الا ان سخرية العالم تتيح لهذا الجنون بالتخمر. في اليمن تنامت الاشكال الطائفية، واباحت لصراع طويل.
عدا ان مهزلة ظهرت بعنوان القومية اليمنية، او الاقيال. وهي اكثر جماعة احتفت بظهور الفنان الاسرائيلي من اصل يمني زيون جولاني، بجانب حسين محب، في عرس لعائلة مقربة من صالح، احتفلت ببذخ مما اتاح لها فساد نفوذها خلال عهد صالح.
لا اظن ان لدي مشكلة مع زيون جولاني كفنان، او كيهودي. لكن اشكاليتنا الرئيسية في موقفه الانساني ازاء دولة تقوم على انتهاك الوجود الفلسطيني. وما تبعها من مآلات عنصرية.
واذا كانت ادعاءات القومية احد الاشكال الفاشية التي انتجت حروباً وعمليات ابادة عنصرية، محمولة بادعاء التميز.
يقوم ادعاء اسرائيل على حضور تمايز عرقي وديني، تؤصله نصوص دينية تدعي بفكرة الشعب المختار. ومن هذا الادعاء يصبح القتل اشبه بحالة تطهير او الغاء او تهميش لكينونة انسانية مختلفة. عدا ان الفلسطيني هو الانسان الذي تم نزعه من ارضه لتوطين شعب آخر تم تجميعه من بلدان مختلفة.
وبعيداً عن اصول اليهود الاوروبيين بجذورها الممتدة الى قومية الخزر ذو الاصول التركية، فإن هذا التأصيل لا قيمة له اصلاً، إذا اعتبرنا الانسان كيان لديه حقوق متساوية في الحياة، تُلزمها مواثيق العدالة والحقوق.
2
ما دام هناك حق لليهودي اليمني ان يتمتع بكافة حقوقه في ارضه، فعليه ان ينتمي لوطنه. لا معنى ان يغني زيون جولاني من تراث اجداده اليمنيين، ليكتسب حق المواطنة مادام قد اختار وطناً وارضاً تواشجت ظروف سياسية ان تمنحه ذلك.
لست منزعجاً لظهور زيون جولاني بجانب حسين محب؛ والأخير لا اظن انه يمتلك وعي سياسي يخوله فهم التأويلات المصاحبة لهذا الظهور.
علينا ايضاً ان لا نغالي في احكامنا؛ لكن الحماقة "القيلية" هي التي صفقت لهذا الظهور باعتباره تواشج روابط انسانية ويمنية. بمعنى انها ستمنح "زيون جولاني" يمنية لا ننكر جذورها، بينما ستلغي على الحوثي يمنيته لإدعاءه العنصري.
يالشرذمة الأقيال، الذين يريدون نقل فكرة "السيادة" بما فيها من قبح عنصري وتمايز طبقي ارعن، لزعامات قبلية.
3
يالهؤلاء الواهمين الذين اخفقت اذهانهم عن ادراك انسانيتهم المسلوبة التي تقوم عليها فكرة "السيد" ويريدون انتاجها في مستوى آخر.
وكما حضرت لنا زعامات قبلية، رهنت نفسها ضد مصالح اليمنيين. حضرت في التاريخ عبر الاقيال الذين باعوا ارضهم. خان الاقيال اليزنيين، زعماء قبيلة ذي يزن الذي اتى منهم سيف بن ذي يزن، حليفهم يوسف اسار الملك اليهودي، عندما اوهمهم الاحباش بالملك؛ ولم يطل مكوثهم كملوك رغم انهم غيروا دينهم، فبعد عام استولى ابرهة على الملك. ثم ان اسار، او "ذو نواس" كان احد الملوك البشعين بما قام به من عملية ابادة لطائفة المسيحيين في نجران واشاعر تهامة.
تعود الثيمة، في عملية استلاب السلطة كغنيمة لفئة محددة لتمنح الغزو ذريعة واسباب للتدخل.
5
لعلنا في المستقبل، عبر حماقة تتسع، سنمنح اسرائيل عبر مواطنيها ذوي الجذور اليمنية، حضوراً في المستقبل. ولأن انتهازية الصغار، وربما حماقة ذوي النوايا الحسنة، ستكون جسر عبور لهم، مادامت هناك مكاسب ستحصدها فئة طموحة لا تمتلك الكفاءة.
تنبت الشياطين في الطموح المدمر. هناك الطامحون الذين لا يمتلكون كفاءة القيادة. ولعل اليمن بلد الطامحون دون قدرات. يالهذا البلد المليء بالنفوس الصغيرة؛ لتحضر توليفات هشة مناطقية وطائفية.
هناك ثمة خلل قائم في الوعي وربما التركيب الاجتماعي؛ ليتربع المهرجون على السياسة وحتى على النكتة.
6
فذات مرة، كان علي البخيتي، يتباهى بالريالات الايرانية، ذات مرة كان يروج للحوثي، ثم لصالح، ويحظى بمنصات تروج نجوميته، حتى في الاوساط المفترض انها مثقفة. وربما يتم تقديمه فيما بعد كاحد مقاومي التوسع الحوثي، او من آمنوا وصدق ايمانهم بعد كفر وبهتان.
لماذا اذن البخيتي؛ لإنه الطفيلي الذي يتغذى على اشجار الكراهية.
ازدهرت البلد بالكراهية، بين جماعات وتيارات، وهي الأحقاد التي تحتفل بالمهرج في صفوفها، وفي الضفة الاخرى سترحب به احقاد اخرين، اذا غير جلده.