هناك حالة مرضية نفسية تصيب كثير من الناس بما يسمى بمصطلح جنون العظمة، وهو مصطلح تاريخي منشق من الكلمة الإغريقية ميغالومانيا، وتعني وسواس العظمة، وهي أعراض اضطراب الفصام وهو أحد أمراض العقلية أمراض نفسية متزامنة وتكون في العادة شاذة وغريبة في التفكير والسلوك والمشاعر فهي تهيمن على حياته الشخصية.
واستناداً لقول البروفسور الدكتور طارق الحبيب المتخصص في هذا الجانب الأمراض العقلية تختلف بشدتها وتأثيرها على سلوك الفرد عن الأمراض النفسية.
فالأمراض العقلية التي تضم الفصام الإكتئاب العقلي الميلانخولي البرانويا بنوعيها : العظمة والإضطهاد الهوس.
يقول الدكتور أحمد عكاشة في كتابه الطب النفسي الفصام يشعر بسباق أفكاره، ويشكو من ازدحام رأسه بأفكار متعددة، ويريد إسقاط ذلك على الغير، وأنهم لا يفهمون ولا يقدرون أفكاره، ومافي رأسه من نظريات وفلسفات، ويرى أطباء النفس أن هناك ضلالات في تفكير الفصام، ومنها أنه يتصور نفسه نبي أو مرسل أو أنه المسيح أو أنه المهدي المنتظر الذي سيخلص البشرية من كل الأشرار، وحتى رجال الدين المعاصرين له، أو يعتقد أنه شخص عظيم وذكي أو اخترع شيئاً عظيماً.
و يوسوس المصاب بأنه شخص مهم، أو أنه سيصل إلى كرسي الرئاسة، أو أنه يقرب إلى المسؤول الفلاني، أو أنه لديه أموال، وأنه من أثرى أثرياء العالم، أو أنه نبي مرسل، أو إمام مبجل، وأنه يوحى إليه، ويظهر بعظمة مخاطبة العلماء والزعماء والوجهاء والمشهورين والسياسيين، بل وربما يدخل في تحريف القرآن وتأويله، ويعمل على تحريف كلام الله، ثم يلتفت حواليه من المتمصلحين فيعينونه على هذه الأفكار الضالة، لأن مصلحتهم به مصلحة مادية بحتة، فإذا أتيحت له الفرصة وتمكن سفك الدماء وعذب وفجر وشرد، وهذه الحالة تظهر جلياً عند زعيم الحوثيين.
فالمتابع للأحداث يعلم جيداً أن زعيم الحوثيين كان معتكفاً في كهفه يصدر ملازمه لأتباعه، وكان في يومها العلماء ومنهم الزيدية والسياسيين وغيرهم يعتبرونه شخص مريض، وإذا بأرباب الكهانة والخرافة ومروجوها يغدقون عليه بالأموال حتى صنعوا منه زعيماً ومتسيداً، فلما تمكن أهلك الحرث والنسل، فقتل وشرد العلماء الربانيين، واستثنى من هم على شاكلته من المخرفين، ويظهر هذا جلياً في المدعو اليماني الذي يزعم أنه المهدي المنتظر، وهو يعتبر خط رجعة لأصحاب العقائد المنحرفة الضالة، وإلا فلماذا لا يصله شرهم بالرغم أنه يبعث برسائل مفادها أنه ضدهم وأنه مخالف لهم ومعروف عند هذه الجماعة أنه لا يوجد مكان بيننا لمن يختلف معنا.
أجمع الأطباء النفسانيين أن هذه الأعراض إنما هي وساوس قهرية أو بما يسمى جنون العظمة وعلى المصاب الخضوع للعلاج في المصحات النفسية حتى يكتفي الناس شرورهم.