الإعلان المفاجئ الرسمي من قبل #الامارات "بإيقاف مؤقت"للعمليات العسكرية في الساحل الغربي لمنح الحوثيين فرصة انسحاب غير مشروط من المدينة واعطاء الفرصة للمبعوث الاممي لتحقيق ذلك ، هذا ما أعلن على لسان وزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتي .
مسوغات ومؤشرات واقع الحال ترجح بأن دوي المدافع قد يخف ولكن بالمقابل ازيز الطائرات قد يزداد متزامنا هرولة الجميع لتحركات سياسية متوقفة منذ نحو عامين في محاولة لتحريك الملف ويحرك المياه الراكدة
لتبدوا بأنه إعادة تموضع لوجستي بالنسبة للحوثي واعادة تمترس سياسي للشرعية والتحالف في آن واحد ، لكن لا يمنع ذلك ان الجميع يستعد لجولة جديد سياسية وأن فشلت عسكرية قد تفرض معركة ستكون بالتأكيد قاصمة للحوثي وبداية النهاية .
المعارك المفترضة ان تمت فعلا في غضون أسابيع قليلة ستكون أكثر دموية من سابقتها وبرضى المجتمع الدولي هذه المرة لأنها ستكون بالنسبة للجميع حياة او موت ، ما يؤكد ذلك بيان الحكومة اليمنية الصادر بنفس اليوم في عدن والذي شدد على ان أي مساعي لوقف إطلاق النار لن يُكتب لها النجاح وستتعرض للفشل في ظل تعنت ميليشيا الحوثي من تنفيذ انسحابا كاملا من محافظة الحديدة وباقي المحافظات اليمنية بدون قيد او شرط ، وهو يشير الى تباين الموقف بين الحكومة والتحالف السعودي الاماراتي ازاء وقف اطلاق النار.
وهو ما اكده وزير الخارجية خالد اليماني بقوله : «موقفنا الذي عبرنا عنه بدعم صريح من التحالف ، هو أنه لا يمكن القبول ببند واحد من المبادرة، وأننا نتحدث عن مبادرة كحزمة واحدة تنطلق في الأساس من خروج الحوثي من الحديدة، ميناءً ومدينة، وهذا هو الحد الأدنى والمبدأ الذي يقوم عليه قرار مجلس الأمن 2216، الذي يشترط الانسحاب وتسليم الأسلحة كمدخل للسلام المستدام في اليمن». وبأن «استعادة الحديدة تأتي ضمن تفويض القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، بما يحمي الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر، وبوقف تهريب الأسلحة والصواريخ للحوثيين.
مألات تطورات الساحل الغربي يعتبر امتحان للجميع الحوثي والحكومة الشرعية ومن ورائها التحالف على حد سواء .
فتشريد السكان ونزوح عشرات الألاف في إنتظار للتسويات، على خلفية عنتريات اعلامية و الضجيج الإعلامي لا يصنع انتصارات ، وكما ذكرت في مقالة سابقة ان معركة الساحل انفردت عن غيرها بمبالغة وتهويل اعلامي لا سابق له من الطرفين الحوثي والتحالف على حد سواء .
لا احد يدرك مدى معاناة ابناء تهامة والحديدة خصوصا في هذا الصيف وشح الامكانيات وندرة الكهرباء ، ولسان حال من هو تحت نيران الطرفين من جهة والفاقة والعوز من جهة اخرى ، فأن لسان حال اليمني المنكوب في اليمن عامة وتهامة على وجه الخصوص يقول : " دم اليمنيين في مزاد الصراعات والتسويات والصفقات "!
بالطبع يأمل الكثيرون ان تنتهي معاناة الساحل وكل اليمن ، لكن يبدو ان التمنيات شئ والواقع شئ آخر
تأخر حسم تدخل التحالف منذ اكثر من ثلاث سنوات زاد من تعقيد الحلول ، فما كان ممكنا بالامس اصعب صعبا اليوم، وما هو ممكنا اليوم قبل يبدو مستحيلا في الغد !
معركة الساحل التي بدأت قبل اكثر من عام وتعتبر في العلوم العسكرية وفقا لجغرافية المكان اسهل بكثير من المناطق الجبلية التي تختلف اجتماعيا والطبيعة القتالية واذا فشل التحالف سياسيا او عسكريا في حال طالت المهلة والهدنة المؤقتة في امتحان الساحل الغربي فبداهة ستردد عليه .فستكون آخر فصة للتفاوض المشرف للحوثي هذا اذا افترضنا حسن النيات من التحالف .
يبدو ان حشد الميلشيا مستمر ، فقط تموضع جديد .. وان الاسابيع المقبلة حاسمة في اي منحى سلبا او ايجابا وستدخل الحرب منحنى آخر ولن تنتهي لان استمرار وجود الحوثي مهما وقف العالم كله معه ولانقاذه يختلف مع طبيعة الانسان اليمني في عدة اوجه مذهبيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، فهو بحكم المنتهي.
بعد نحو اربع سنوات على اسقاط صنعاء خسر الحوثي شعبيا واخلاقيا وتكالبت الامم على اليمن كما تتكالب الاكلة على قصعتها ، فهو من اتى بالعدوان والحرب هذه هي تحصيل حاصل ونتيجة وليس سبب
ما يستطيع عمله الحوثي هو فقط اطالة امد المعاناة.
الذين كانوا ينتقدو جبهة نهم والجيش في مارب انه مسير لا مخير ، فكيف سيكون موقفهم اليوم بعد توقف جبهة الساحل ! كل الجبهات متوقفه وكلها مسيرة لا مخيرة ، فمدد ياحوثي ولا تبالي.
سياسة الغلبة وتواطئ الاقليم عربيا كان او اعجميا مع الانقلاب سينتهي حتما الى مزبلة التاريخ كما انتهى الطرف الرئيسي والفاعل في الانقلاب ومن اوصلهم لصنعاء بفعل الدولة العميقة
في نهاية المطاف نواميس الحياة تقول : لا يصح الا الصحيح ، يقيني يزداد بمقولة " اشتدي يا ازمة تنفرجي " فالعافية للمتقين ..
* ثلاثة ملايين مشرد داخل اليمن ومليونين خارجة وثلاثة مليون فقدوا اعمالهم وعشرات الالاف بين قتيل واسير ومختطف وعامين بدون مرتبات ، ربي اقم الساعة ..
* كاتب وسفير في الخارجية