على خلفية نقل المبعوث الدولي " مارتن غريفيث للرئيس هادي في عدن اليوم موافقة مشروطة من قبل الحوثيين (لإدارة الامم المتحدة مينا الحديدة ) ، فقد رُفضت تلك الرؤية جملة وتفصيلاً من قبل الرئيس هادي وأوضح له مجددا سقف المرجعيات لأي تفاوض مفترض.
يذكرنا هذا بموقف الشرعية الصارم اليوم بموقفها تجاه مبادرة كيري .
لا مجال هذه المرة ان تناور ميلشيا الحوثي فالحل في الساحل الغربي حزمة واحدة في سياق بداية الحل الشامل وفق القرار الاممي ، للانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة ودخول قوات من وزارة الداخلية الى المنطقة لضمان الامن فيها واستمرار الاعمال الاغاثية والتجارية الجارية في ميناء الحديدة وحماية المنشآت المدنية والسكان المدنيين وكمدخل لتطبيق القرار 2216 بالانسحاب وتسليم السلاح.
وفي هذا السياق يؤكد وزير الخارجية معالي خالد اليماني بقوله : ” لا يمكن تصور إدارة الميناء وتوفير الأمن فيه بمعزل عن مدينة الحديدة، بل لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الغربي وحماية الملاحة الدولية دون مغادرة كافة المليشيات الحوثية للمحافظة كاملة بما في ذلك خروجها من مينائي الصليف ورأس عيسى ومؤسسات الدولة “.
فالدبلوماسية اليمنية التي قد تتفوق على صوت المدافع لا تفرط في الثوابت قيد انملة ، وفي الاخير لا يصح الا الصحيح .
ليعلم الرأي العام بأن القفز على مضمون القرار الدولي (2216 ) في اي حل مفترض سيكون سابقة لما قد يحدث مستقبلا في اليمن وتشجيعاً لمن تسول له نفسه اغتصاب السلطة والانفراد بها طالما ضمن حليفا إقليميا وتواطئ دولي .
الأمر الآخر سيكون هذا العودة للمربع الأول أي تجاوز سقف المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية ، فإذا اليوم لدينا مرجعيات نحتكم لها فغدا فسيكون عصر الغابة وسيكون البقى للأقوى ، فمثلما نقول اليمن الجديد لكل الكيانات بما فيها الحوثيين لكن بدون سلاح وتسليم كل مقدرات الدولة .
الشرعية اليمنية تضل شرعية بغض النظر عن إخفاقها وفشلها وتراجع الشعبية وحنق اليمنيين من أداء " الشرعية المفترضة" والذي هو نتيجة تخاذل التحالف ورغم ذلك تضل شرعية وهذا مصدر قوتها ، في حين ان الانقلاب أيضا يظل انقلابا وسيتوارى حتماً مهما حصد فوائد إخفاق الشرعية ومن ورائها التحالف فهو نصر آني مرحلي والعبرة بنتائج الأمور ، لا نهاية مرضية للشعب اليمني إلا بإزالة مسببات الحرب وبداهة فأن اغتصاب السلطة ينبغي ان ينتهي ويتوارى طرفي الانقلاب ، فعرقلة الحلول الحقيقية ليست صمودا ، الصمود لماذا ؟ ومن أجل ماذا ؟
الشعب اليمني الذي تكبد شظف العيش لاربعة عقود مضت وتحديدا سبع سنوات عجاف ، وضياع فلم يعد لديه ما يخسره الأن بعد خراب مالطة فهل يعقل ان يكافئ من سبب له كل هذه المعاناة بتشريع حما قاتهم !؟ ولهذا لن يصمد أكثر من عام على انقطاع المرتبات .. فهذا بداهة خطاء مشترك مثلما هو مسؤلية مشتركة .. فإصرار الانقلابيين واعتقادهم بأن إطالة أمد الحرب لصالحهم هو وهم فلا يعقل ان يصوم اليمنيون ويفطرون ببصلة.
ألخلاصة لا مناص لليمنيين من التمسك بالشرعية وأن يعظوا عليها بالنواجد وألا فالبديل سلطة الأمر الواقع الحوثية او حرب أهلية لن تنتهي ، وحتى لا تتحول الحرب في اليمن إلى حرب بين ميليشيات و طوائف بعد أن كانت حرب بين دولة و سلطة شرعية و بين ميليشيات و عصابات انقلابية
* كاتب وسفير في الخارجية
* مقال خاص بالموقع بوست