أحتمل هادي كل الذين تولوا مناصب رسمية بقراراته العمياء، وانقلبوا عليه في اليوم التالي.
جاء باللصوص والحرامية ورفاق سهرات جلال الى كل موقع.
جاء بسماسرة الدول، وأصحاب الأجندة المشبوهة، والمقاولين الذين يفجرون في كل يوم أزمة.
عينوا أصحاب المطاعم، وباعة "الكوافي" ودجالون بلا مؤهلات ثانوية، في مواقع وظيفية كبيرة في القنصليات والسفارات، كوقائع فساد فاضحة، لكنهم يتخلصون في نفس الوقت من واحد من أفضل موظفي وزارة الخارجية ثقافة، كفاءة ومعرفة.
نعرف أن هادي نائم طوال الوقت، نام قبل الحرب وخلال الحرب، ولا يستيقظ الا على أمر جلل، لأنه ترك كل شيئ لطفله الكبير جلال.
يعتقد الولد أن الدولة ملك أبيه، فقرر الإيعاز لمسؤول فاسد في الخارجية يدعى أوس العود لطرد الكاتب والمثقف مصطفى الجبزي من وظيفته في السفارة اليمنية في باريس، لأنه " انتقد أداء الرئيس"!
الرئيس الذي ترك كل شيئ لطفله الكبير، لا يتوقف عن إنتاج الكوارث، أما الطفل وشركائه من مسؤولي الخارجية كالعود يريدون موظفين بمواصفات أخرى، تتوفر حصريا في شارع الهرم!
يقومون بإختراع وظائف في هياكل السفارات والممثليات القنصلية اليمنية، لتوظيف محاسيبهم وماسحي الجوخ الفارغين ويطردون الكفاءات لأنهم لايروقونهم!
بينما انشغل طفل هادي الكبير طيلة سنوات حكم أبيه المليئة بالكوارث، بمصادر المال العام ومصادرته والعبث به في ملاهيه الخاصة، كان مصطفى الجبزي، الكاتب والأديب والمثقف، يقول للفرنسيين الكثير عن بلده المدمر وعن المؤامرة الكبرى التي أسقطت اليمن في هذه الدوامة الكارثية.
حدثهم وكتب بلغات مختلفة كدبلوماسي نشط ومثقف ملتزم بقضايا بلده عن جرائم المليشيا والوضع الإنساني الناجم عن الانقلاب والحرب.
كان سفارة كاملة بمفرده، وكان طفل هادي "يكافح" لإصطياد المليارات القادمة من مطابع روسيا، والاستيلاء على الكثير من الأموال بالعملة الصعبة من بيع التأشيرات ورخص المشتقات النفطية وحتى الوظائف الدبلوماسية والعادية !
اليمنيون لفظوا حمادة عفاش وهو ماهو عليه من هيلمان قوة وسلطة متماسكة ووضعوه وكل العائلة في المزبلة، وعلى إبن الرئيس المقعي أن يدرك بأن اليمن ليست جربة أبيه والوظيفة العامة حق لكل مستحقيها والجهاز الإداري للخدمة العامة وليس للخدمات الليلية!
على هادي أن يوقف بلطجة نجله وتدخله في الشأن العام، وعليه أن يسارع لإعادة الاعتبار للوظيفة العامة، فالبلد ليست مزرعة لأحدحتى يمنحها هدية لطفله وعائلته.
مصطفى الجبزي هو رمز للموظف اليمني الكفؤ الذي لا يسنده حزب أو قبيلة أو مركز نفوذ عصبوي أو جهوي أو عائلي، يجب أن يأخذ حقه في الوظيفة والترقية وفقا للقانون.
من حقه أن يترقى ويحوز درحة أعلى في سلمه الوظيفي لا أن يستغنى عنه.
يجب أن تغدو البلطجة التي طالته قضية رأي عام لمواجهة سياسة تجريف وإفساد الوظيفة العامة.
أوقفوا طفل هادي عن العبث وايقظوا والده من النوم.