قال الصديق الأستاذ خالد الرويشان : لطارق كل الحق أن يقاتل ..لديه الدافع ولديه الوسائل.. ! وأقول بل من واجب طارق صالح أن يقاتل، ويشرفه أن يفعل وهو الضابط المحترف.. ولو أن طارق وكثيرين غيره قاتلوا الحوثي كما يقتضي الشرف العسكري والواجب الوطني، عند ما كان ما يزال في صعدة ، لما وصل عمران، ولما اجتاح صنعاء، وعدن ..
عندما اجتاح الحوثيون صنعاء، حدثت مناوشة في معسكر القوات الخاصة، وسمعنا عبد الملك الحوثي يقول معلقا على الحادث بما معناه : تمت التسوية ، المؤتمريون إخوا ننا، ولا توجد معهم مشكلة..!
قال الرئيس السابق صالح، في إحدى مقابلاته ، لقد حاول السعوديون إقناعي بعمل تحالف مع الرئيس هادي ، والإصلاح لقتال الحوثيين ، لكني رفضت..! وبينت التطورات اللاحقة ، بأنه لو تم مثل ذلك التحالف لما وصل الحوثي إلى عمران أبدا، ولما اجتاح صنعاء وعدن وتعز والبيضاء وغيرها، ولما تعرض صالح وأنصار صالح لماسأة مؤلمة من النوع الذي نعرف، ولتجنبت اليمن الحرب الخطيرة الحالية وتبعاتها ، ولما تكبدت اليمن وأشقاؤنا في التحالف العربي كل هذه الخسائر..
لقد استفاد الحوثيون من سلسلة أخطاء كبيرة وكثيرة ، ارتكبها كثيرون ممن صاروا الآن في صف أعدائهم.. لكن الأهم من تحاشي ارتكاب الأخطاء في الماضي هو عدم تكرارها، الآن، وفي المستقبل، أو تكررا ما يماثلها ، خاصة ممن أرتكبوها سابقا..
يحمل التحالف العربي عنوانا واضحا ، وهو تحالف دعم الشرعية، وللشرعية عنوان واحد فقط ، ورأس واحد، هو عبدربه منصور هادي، وهو رمز اليمن الواحد الكبير، ومن غير المفهوم والمقبول قتال قوات طارق خارج إطار الشرعية ومقتضيات مشروعية التحالف العربي ، مثلما من غير المقبول تشكيل قوات خارج إطار الشرعية ، مثل الأحزمة الأمنية والنخب الجهوية في مناطق الجنوب، كما تحدثنا عن ذلك سابقا.. ولا أظن من قاتل في صف الحوثي يستنكف القتال في صف الشرعية، وتحت لوائها..
عند ما كنت في الإعلام اتصل أحدهم مهددا بإقامة دعوى قضائية ، على وكالة سبأ للأنباء ، حينما نشرت خبرا إن قواته تقاتل الحوثيين..! قلت حينها للشخص ذاته : إن مقاتلة مليشيات الحوثيين المتمردة شرف، فلمَ الإعتراض على ورود خبر كهذا..؟! واتصلت برئيس الوكالة طارق الشامي، حينها، وسألته عن خلفية الخبر، وقلت له : لقد عللت للمعترض بأن قتال الحوثيين شرف، وقدم طارق الشامي إيضاحات حول الخبر، بأدبه المعهود ، وكنت أشعر أنه لا يشاركني فكرة الشرف تلك، وربما كنت أتوخى إقناعه، ولكن واضح إني فشلت..! أما الطرف المحتج فلعله كان مقتنعا بأهمية قتال الحوثيين، لكنها تكتيكاتنا، نحن الساسة اليمنيين، التي أضاعت اليمن.. قد يدرك طارق الشامي يوما صحة قناعتي تلك، كما أدرك الآن طارق صالح أن مقاتلة الحوثيين واجبة وضرورية ، و بقي عليه إدراك أهمية أنضوائه في إطار الشرعية الوطنية الجامعة ، وليس مجرد قيامه بتكوين مليشاوي آخر، حتى وإن كان من بقايا الحرس الجمهوري الذين نحترم من بقي منهم على العهد في مواجهة الأخطار والشرور،التي تواجه وطننا وأهلنا..
تواجه الشرعية الآن حقائق انقلابيبن حدث أحدهما في صنعاء، والآخر في عدن، وحكاية الإنقلابات، وغالبا، نتائجها واحدة، والفرق بين الإنقلابين، هو في مستوى الخطر الملموس لكل منهما لحد الآن، وليس في المخاطرالكامنة أو نتائج ما قد تتطور إليه الأمور مستقبلا.. وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه ، فيكفي أن الرئيس الشرعي للبلاد لا يستطيع العودة إلى عدن، التي أعلنها عاصمة مؤقتة بنفسه.. وإذا وقفنا أمام تصريحات نائب رئيس ما يسمى بالمجلس الإنتقالي ، هاني بن بريك، الذي قال في حسابه في تويتر، قبل ثلاثة أيام : "إن الجنوب طالب بالإستقلال وهو أعزل ، ومن المستحيل أن يتنازل عنه وهو حامل للسلاح وأرضه بيده" فلنا أن ندرك مكامن الخطر والحروب والإقتتالات المحتملة مستقبلا، مع تشكيلات لا تنضوي في إطار الشرعية الوطنية الواحدة المعترف بها دوليا، وتستوي في ذلك قوات طارق صالح ، وقوات هاني بن بريك.. ونتذكر أن كل الفصائل في الحرب الأهلية اللبنانية، التي استغرقت سبعتشر عاما، تحالفت مع بعضها وتقاتلت مع بعضها، بما في ذلك حركة أمل وحزب الله الشيعيين..!