مع اول صاروخ اطلقه الحوثي ليلة امس على المدن السعودية انهالت علينا منشورات اليمنيين بعضها يحذر السعودية من التراخي في حسم المعركة و البعض الاخر يشمت في السعودية بسبب تراخيها و اخرون يقولون الم نحذركم، و البعض الحريص جدا على السعودية ينبه السعودية الى ان الحوثي ضعيف جدا و ما عليها الا ان تطلق يد الجيش الوطني في نهم و تزوده بالسلاح و تمكن لهادي في عدن و تحرر تعز و البيضاء و يؤكد ان الحوثي ضعيف جيدا!!
هؤلاء المتحاذقون منهم و الحاذقون ، و الاغبياء منهم و المتغابون و المتذاكون منهم و الاذكياء يظنون ان السعودية لا تعلم ما يعلمون، و ما علموا ان اليمن و لعقود طوال ظلت منطقة اهتمام ((أ)) في كل اجهزة الاستخبارات السعودية، و ان اكثر دولة تعلم تفاصيل التفاصيل في اليمن هي السعودية، و القضية اليوم لمن يحكم السعودية ليس الحوثي و لكن هي القضايا التالية مرتبة بحسب الاولوية السياسية و العسكرية اليوم:
8- وصول محمد بن سلمان الى العرش بسلام و فرض الامن و الاستقرار في السعودية و هذا يحتاج الى " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" و لذا فان هذه الصورايخ الحوثية هي هدية السماء لبن سلمان، و لا استبعد ان هناك تخادما في هذا الامر بين بن سلمان و الامريكان، و معروف علاقة الامريكان بالحوثي تحت غطاء التنسيق لمحاربة القاعدة و داعش في اليمن، و سيدفع الامريكان الحوثة لقصف السعودية تحت مبرر تحسين موقعهم التفاوضي في الحل السياسي الذي يدفع اليه الامريكان و يدعون التحالف اليه...
7- من النقطة الاولى فان اهم نقطة في السياسة السعودية هو الحصول على الرضا الامريكي التام عن محمد بن سلمان ليساعدوه في الوصول الآمن الى الحكم و هذا الرضا له متطلبات كثيرة منها ان لا حل عسكري في اليمن و انه يجب القبول بالحوث كشريك فاعل و مهم في الحرب على الارهاب، و منها الحرب على الربيع العربي و تهميش قوى ثورة فبراير و اهمهم الاخوان.
6- الاهم لدى صانع القرار السعودي ان لا تنتهي الحرب الا و قد تم تكبيل اليمن بعدة اتفاقيات موقعة تضمن سيطرة السعودية على اليمن لمئة سنة قادمة و منها ما هو مصالح و امتيازات في المهرة كمنفذ بحري دائم و آمن للسعودية على بحر العرب و احتكار النفط ر الغاز في اليمن استكشافا و انتاجا و تسويقا و منها ما هو تكبيل اليمن امنيا و نزع اظافرها و جعل الجيش الوطني ان وجد كاحد اقسام الجيش السعودي عقيدة و تشكيلا و تسليحا و ولاءً و تكوين اجهزة امنية استخبارية تكون امتدادا عضويا كاملا للاجهزة السعودية.
5-ايجاد نظام سياسي مسخ شبيه بنظام علي عبدالله صالح او نسخة سيئة عنه بحيث يعمل على جعل اليمن تستمر كرجل مريض ممدد على سرير العناية المركزية و مرتبطة باجهزة الحياة الصناعية التي تملك شفراتها السعودية..
هذه هي السعودية و هذا تفكيرها سواء حكمها محمد بن سلمان او محمد بن نايف او حتى متعب بن عبدالعزيز، لن يختلف الامر الا في جزئيات صغيرة لا تؤثر في الصورة العامة....
الحالمون لا مكان لهم في ساحات المعارك....
لذا علينا في اليمن ان لا نعول على احد في انقاذ شعبنا من براثن السلاليين، بل نعول على انفسنا و على شعبنا و على قدراته، و علينا ان نؤمن اننا اصحاب الارض و نحن من على الارض و لا تستطيع اي قوة على وجه الارض فرض اي شيء على قيادتنا اذا كانت ملتحمة مع الشعب و الالتحام لا يعني ان يكونوا في الجبال مع الجنود باجسادهم بل يكفي ان يكونوا بارواحهم و ارادتهم و عقولهم و بالتالي قراراتهم و خياراتهم مع شعبهم.
لقد كان ديجول في بريطانيا لكنه كان ملتحما مع شعبه و هذا الامر منطبق على كثير من الزعماء حول العالم الذي حرروا شعوبهم و هم خارج حدودها...المهم الارادة يا رئيسنا هادي.
سيقول قائل ان السعودية بيدهم كل شيء في اليمن و المنطقة اقول له انت مخطيء فلا هي مطلقة الارادة و لا مطلقة القدرة و القوة فالله فوق الجميع و في المنطقة و العالم دولا تريد ان يكون لها في اليمن موطيء قدم و ما على الرئيس هادي الا التقدم نحوهم خطوة و سيهرولون نحوه..