دعت الحكومة اليمنية عبر ناطقها الرسمي وعبر تصريحات قيادتها العليا جميع اليمنيين الى المشاركة في مايسمى بانتفاضة المخلوع على الحوثيين، من نافلة القول أن تلك "الانتفاضة" لم تعترف بالشرعية، واعلن عفاش في خطابه ان الشرعية لمجلس النواب وللقيادات العسكرية التاريخية التي شملتها هيكلة هادي
يمكن القول ان الذين دعوا اليمنيين للمشاركة في "انتفاضة" عفاش هذه كانوا يقرون صراحة وضمنا ان السلطة الشرعية بعد اسقاط الحوثيين هي لمجلس النواب واحمد علي وطارق وغيرهم من القيادات العسكرية التاريخية التي طالتها هيكلة هادي حسب تعبير المخلوع
بعد الأخبار المتداولة عن انشاء الامارات لمعسكرين لطارق عفاش لمواجهة الحوثيين والذي لم يعترف بالشرعية بعد عادت الحكومة وعبر ناطقها الرسمي للقول ان يدها ممدودة لمن أعلن رفضه ومواجهته لانقلاب الحوثيين، شريطة الاعتراف بالحكومة الشرعية والعمل وفق أجندتها العسكرية والسياسية. غير ذلك، نحن ليس معنيين بالأمر .
هذا الخطاب فيما عدى العبارة الأخيرة رائع ومهم للغاية وهو ما كان يجب ان يقال لعفاش وقبله للأحزمة الأمنية والميليشيات التي انشأتها وتنشأها الامارات لمواجهة الحوثيين مع عدم الاعتراف بالشرعية او الخضوع لسلطتها
الاعتراض فقط على عبارة ان الحكومة اليمنية ليست معنية بأمر التشكيلات العسكرية التي ستحارب الحوثيين ولاتعترف بالشرعية بنفس الوقت، لا بل الحكومة الشرعية وكل من يقف معها معنيين بالأمر مثلما هم معنيين برفض انقلاب الحوثي ومقاومته.
هذه التشكيلات العسكرية يجب ان تخضع للشرعية وان تدين لها بالولاء والا فهي بحكم المتمردة عليها ويتعين اخضاعها بالقوة ان تعذرت الوسائل الأخرى والنظر الى كل من يدعمها ويتعاون معها من الدول والجهات كمتآمر على الشرعية اليمنية ومقوض لسلطتها.
للسلطة الشرعية مفهوم واحد واستحقاق لازم وهو ان تكون صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح ومزاولة السيطرة والسيادة على المناطق، التنازل عن أي شيء من هذا الاستحقاق لأي احد وتحت أي ظرف تنازل عن الشرعية التي لا تتجزأ ولاتقبل ازدواجية المعايير تجاه المتمردين عليها ومن لايقرون بسلطتها.
باقي ان نقول ان الشرعية ليست مغسلة لجرائم المتورطين با ارتكاب جرائم بحق الشعب ومجازر بحق الوطن ، تلك المجازر والجرائم لاتسقط بالتقادم ولا ينسخها الاعتراف بالشرعية او غيره