"محلل سياسي" من دولة خليجية يحبها اليمنيون وتحبهم .. كان يتحدث باعتدال في بداية العاصفة ، فلما شاف الجنون جُنَّ هو الاخر، بل إن جنونه زاد عن أي حد، وزاد بجنونه الطين بله.. وراق له تصفيق "الخلايا الإلكترونية" و كثيرا ما يتحدث عن "الجنوب العربي" ..! وتحرير الجنوب العربي.. ينسى الجمهورية اليمنية وأسس شرعيتها ومنطلقات التحالف وقرارات الشرعية الدولية وينسى حتى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والجمهورية العربية اليمنية، ويتناسى حقائق التاريخ والإجتماع، وغالبا ما يتجاهل تحرير كل اليمن وقد يتحدث عن ذلك بلغة "خشبية" أو بلغة غاضبة مستهترة ومنفرة .. وما فيش غير "الجنوب العربي" ويرمي التهم جزافا على هذا الطرف أو ذاك .. وأخطر شيء أنه يبدي عدم اكتراث بغالبية أهل اليمن..وقد ينالهم منه ما لا يستهان به من همز ولمز وتهم وتحقير وازدراء.
الغريب جدا ، وما غريب الا الشيطان ، أنه صار متحدثا دائماً في قنوات خليجية رسمية وشبه رسمية.
محلل سياسي خليجي آخر ، رُفعت صورته مع زميله الأول في العاصمة العزيزة عدن، التي يفترض أن تكون الان عاصمة لكل اليمنين، مؤقتة أو دائمة، ولا تضيق بأحد منهم ، صرح ذلك المحلل السياسي الخليجي بما لا يروق لطرف متطرف، فقامت قيامة ذاك الطرف المتطرف ..! لكن المحلل هدَّأ بعد ذلك، وقال ما معناه، مش وقت الحديث عن الإنفصال الآن .. يعني بعدين.
الأستاذ عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي المتميز جدا، قال نسعى ليمن موحد ، وهذه هي السياسة التي يفهما العقل ولا تغاير المنطق، وتوحد الصف وتساعد على الحسم والنجاح .. ونعلم أن سياسة السعودية ليست تشتيتية ، ولا هي بأي حال مع تقسيم سوريا والعراق وليببا ولا اليمن.. ونفهم تماماً حتى في ظل المخاطر التي يعيشها العرب الان ، بأن لا مستقبل للعرب إلا متحدين..! بعضكم قد يقول : وهذا كلام يقال الان.. ؟! نعم يقال الان .. وقالها جين مونيه من قبل .. قالها وأوربا لا تزال نارا ورمادا ودما وإحناً وبغضاء وأحقادا بعد الحرب العالمية الثانية ، قال : لا مستقبل لأوروبا إلا متحدة .. وانطلقت الفكرة من بين حطام باريس وروما وبون وبرلين المقسمة، وغيرها من مدن أوربا التي كانت غاية في الجمال ودمرتها الحرب، وأعيدت على نحو أجمل مما كان.. وهاهو الان اتحاد أروربا ..!
ما يجعلك "تضحك" أكثر، ولا نقول "ترتاب" هو عندما يقول البعض : الحديث عن الإنفصال مش وقته الان ..!
الوضوح مهم جدا يا ناس .. قولوا للناس لا مستقبل لليمن إلا موحدا .. المهم أن لا تكون وحدة ضم وإلحاق وظلم، ولا وحدة ابتزاز وتهميش .. ودائما فإن تجسيد هذه المعاني هو مسؤلية النخب المستنيرة والقيادات الحازمة العادلة.
و"كله منك يا اللي ظلمت الناس..! " وآثرت العائلة واعتمدت على شلة لصوص مقربين لا علاقة لهم ببناء الدول والأمم ، وجانبت الحق والعدل أكثر مما يحمتل واستهترت بحقوق الناس مدة طويلة.. مدة طويلة جدا..!
نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك