أعلن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن عن قائمة تضم 40 قياديا من جماعة الحوثي في اليمن، اتهمهم التحالف بالولاء لإيران واستهداف المملكة العربية السعودية وأمنها الداخلي، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اطلاق الجماعة الحوثية لصاروخ باليستي استهدف مطار الملك خالد بالرياض.
من خلال القائمة يتضح أن الشخصيات المدرجة هي من القيادات العسكرية والسياسية والميدانية لجماعة الحوثي، وتلك التي تنحدر من عائلة عبدالملك الحوثي، والبيوت السلالية الاخرى التي تعمل مع جماعة الحوثي.
خلت القائمة من ناطق الجماعة الحوثية ورئيس مجلسها السياسي محمد عبدالسلام، والذي مثل جماعته في المفاوضات السياسية بمحطاتها الثلاث بسويسرا والكويت، وحضر مفاوضات مع الجانب السعودي في ظهران الجنوب، بينما لوحظ في الكشف عدم وجود أي اسماء من الشخصيات العسكرية التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، رغم إدراج صالح في العقوبات الاممية مع نجله وزعيم الحوثيين وشقيقه، اضافة لابوعلي الحاكم القيادي في جماعة الحوثي.
ليس من المستبعد أن تكون عملية تجنيب المخلوع صالح بمثابة خطوة تطمينية له ولحزبه في صنعاء، فالقائمة نفسها توحي بأن اعدادها من داخل اليمن، حيث يعرف شريكي الانقلاب نفسيهما بشكل واضح، وكل طرف منهما يعرف قيادات الطرف الثاني والشخصيات المؤثرة ومكامن القوة ونقاط الضعف.
ولهذا قد تشكل القائمة فرصة لجماعة الحوثي في اعلان النقمة والحرب على صالح وقيادات حزب المؤتمر في صنعاء سواء السياسية او الميدانية أو العسكرية، إذ أن اعلان القائمة جاء في وقت تشهد فيه العلاقة بين الطرفين تدهورا مستمرا.
وبهذه القائمة تكون الحرب على جماعة الحوثي قد انتقلت من طور محاربتها كجماعة الى استهدافها كشخصيات، لكن التساؤل يبقى حول إمكانية تحقيق ذلك في ضوء تمركز الحوثيين داخل المحافظات التي يسيطرون عليها، وفشل التحالف العربي في السابق باستهدافهم طوال الثلاث سنوات الماضية.
فجماعة الحوثي هي التي تسيطر على الارض، ولا توجد سلطة أخرى يمكن أن تتولى هذا الأمر، خاصة مع القبضة الامنية التي تحكم بها الجماعة المشهد في اليمن، وتعاملها الصارم من تختلف معهم داخليا.
من شأن ذه القائمة أن تفتح هذه التطورات الباب امام تصعيد قادم، كما أنها ستؤثر على مستوى المفاوضات السياسية التي دعا لها المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ مؤخرا، وستخلق مزيد من التعقيدات التي قد تمنع العودة مرة اخرى للمفاوضات.
ولا يستبعد أن تخلق اصطفافا واسعا لدى المليشيا، فخلف كل إسم من الاسماء الاربعين عشرات الاسماء الاخرى التي تعمل في نطاق الجماعة داخل المدن التي تسيطر عليها.
والملفت أن هذه القائمة صدرت من التحالف العربي، ولم يظهر أي موقف للحكومة الشرعية حتى الان، ما يعني ان المعركة لازالت تنطلق من مخاوف على أمن السعودية، أكثر من كونها حربا لاستعادة الشرعية وإنقاذ اليمن كما يقول التحالف العربي.
وجاءت تحركات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين بالتزامن مع تصعيد سعودي ضد حزب الله اللبناني، والتي توجت بإعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من رئيس الحكومة من العاصمة السعودية الرياض، وهو ما اعتبره الامين العام لحزب الله املاءات سعودية بهدف خلق الفوضى في لبنان.
كما يأتي الاعلان عن القائمة في ظل وضع مضطرب تشهده المملكة العربية السعودية، بعد عملية الاعتقالات التي طالت 11 اميرا ومسؤولا بتهم الفساد، ووضعهم تحت الاقامة الجبرية.
وفق التطورات التي تشهدها السعودية فلا يستبعد ايضا ان تكون هذه القائمة جزء من تحسين سمعة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان امام دولته، وهو الشخص الذي ارتبطت حرب اليمن بشخصه منذ اندلاعها مطلع العام 2015م.
اليوم لدينا في اليمن العديد من القوائم دون سلطة حقيقية تتخذ اللازم، فهناك قائمة بإسم الارهاب وقائمة للحوثيين وقائمة أممية لمعرقلي السلام، ولتطويق جماعة الحوثي يفترض دعم الحكومة الشرعية داخل اليمن وتمكينها من النصر لتتولى هذه المهمة التي تستلزم قوة ميدانية داخل اليمن.
تشير الاحداث في مجملها الى أن الملف اليمني يحتاج أكثر من أي وقت مضى الى حسم سريع سواء عسكري او سياسي، ودون ذلك سنظل في دائرة فوضى مفتوحة، فالمشهد اليمني يزداد تعقيدا، فإضافة للوضع في الجنوب وبقاء الحوثيين في الشمال وتراخي العمليات العسكرية هناك ايضا أداء متواضع للحكومة، جعلها في أضعف حال كما هو الوضع في عدن.
وفي المجمل فقائمة الـ40 برهنت وأكدت أن الحرب التي تشهدها اليمن، أخذت الطابع المحلي كحرب بين انقلاب وشرعية، لكنها في حقيقتها ليست سوى صراع اقليمي بين المملكة العربية السعودية ودولة إيران.