اختطاف الصحفي كامل الخوداني، وإطلاق النار على ابنته وإصابتها إصابة خطيرة، وكسر يد زوجته وإطلاق الرصاص على ابنه وإصابته في يده، كل تلك جرائم تضاف إلى جرائم اختطاف ومحاكمة عشرة صحفيين، وتغييب الآلاف في أقبية حركة السراديب الحوثية.
كانت السيارة عندما تمر عبر نقطة تفتيش في اليمن -وفيها امرأة- لا يفتشها العسكري المناوب، احتراماً للعائلة.
أول ما يرى العسكري عائلة في السيارة كان يقول للسائق: "حِنْ/توكل".
واليوم في عهد هؤلاء الذين لا أعراف قبيلة تحكمهم، ولا تعاليم دين، ولا قانون دولة، يطلق الرصاص على ابنة الخوداني ويعتدى بالضرب على زوجته، قبل أن يخطفه رجال العصابة الحوثية إلى جهة مجهولة.
كان أبو جهل عدواً لدوداً للنبي عليه السلام، لكنه كان رجلاً عربياً ذَا مروءة، وعندما حاصر بيت محمد ليلة الهجرة لم يقتحمه، فأشار عليه أحدهم باقتحام البيت لأخذ النبي الكريم، لكنه رد بحزم على صاحب المقترح: ثكلتك أمك، وهل تريد أن تقول العرب إن أبا الحكم روع بنات محمد في بيتهن"؟!
هلّا تعلمتم من أبي جهل إذ لم يكن لكم نصيب من أبي الزهراء؟!
أيها الحمقى: لن تكسروا إرادة اليمنيين بالحرب، وحين يأتي السلام ستلفظ صناديق الاقتراع فكركم العنصري العقيم.
وكما تقاوم ألمانيا "حزب البديل"، ويشمئز البريطانيون من نايجل فاراج، ويكافح الفرنسيون لتخطي هرطقات ماري لوبان، سيظل اليمنيون يقاومونكم بكل الوسائل الممكنة للوصول إلى دولة المساواة والعدالة والقانون.
ولو تأملتم كم خسرتم منذ كذبة ٢١ سبتمبر لوجدتم أن المغرر بهم الذين رحبوا بكم في صنعاء هم الذين يقاومون همجيتكم، وتزجون بهم في المعتقلات اليوم، وهذا مؤشر سيّء لطالعكم غير الميمون.
السقوط الأخلاقي هو بداية السقوط المادي، وأنتم تسقطون كل يوم، ويوم أن أطلقتم الرصاص على امرأة في بيت أبيها قبل أن تختطفوه وقعتم في الوحل الذي يشكو وقوعكم فيه.
أما أولئك الشامتون بالخوداني بحجة أنه أيد الحوثيين عند دخولهم صنعاء، فهم يرتكبون خطيئة الشماتة، وخطأ صد كل من يفكر بالرجوع عن الخطأ.
أما الحوثيون فهم جراد موسمي، صحيح أنه يُهلك الحرث، لكنه لا يلبث أن يهلك بذهاب موسمه، ويعود الحرث والنسل أفضل وأقوى مما كان.