ليست مشكلة تعز شخصية ولن تكون في ظل وضع استثنائي تعيشه محافظة عرضة للحرب منذ نحو 3 سنوات.
البدء من الصفر في كل شيئ، يعني أن يكون هناك إصطفافاً واسعاً لكل المكونات المناهضة للإنقلاب، للمضي في مسارين متزامنين: مواجهة عدوان مليشيات الحوثي صالح وتحرير المحافظة، جنباً الى جنب مع إعادة بناء مؤسسات الدولة.
لن يحدث ذلك بدون وجود حد أدنى متفق عليه يمثل متحداًسياسياً بين كل القوى الإجتماعية التي تشكل الحالة المقاومة في تعز.
وقد فعل الجميع الكثير، ونزفت دماء الجميع لكنهم كانوا محكومون بميراثهم البائس وحالة انعدام الثقة، مع تربص وحالة استقطاب اقليمي، تريد استنساخ تجارب محافظات أخرى في تعز، بتغذية هذه الإنقسامات والعبور من خلالها!
لن تستطيع هذه المحافظة تجاوز مأزقها دون نبذ المكايدات والترفع عن هذا الميراث البغيض وقطع الصلة بصراعات الماضي ، الذي يحكم للأسف معظم المعارك الجانبية بين الأطراف السياسية دون اعتبار من التجارب المدمرة، القريبة والبعيدة.
علي هذه الأطراف أن تدرك أن مصيرها واحد، وأن أحداً لا يستطيع الإنفراد بالمشهد، وأن المختلف عليه لا يمكن بأي حال أن يكون سبباً للتواطوء لإزاحة الآخر بقدر ما يشعل النار بأطراف ثوبه، بل بمنزله.
إن لم يعي الجميع مخاطر تعهدات ومقاولات إعادة صناعة أجواء ماقبل 21 سبتمبر 2014 في تعز تحديداً والمخططات الرامية لتحويل المحافظة لميدان رماية لقوى ضد أخرى، فلا تنتظروا معجزة انقاذكم من أنفسكم!
الاحلام " السوداء" التي ربما تراود البعض ستمنى بالفشل الحتمي، لكنها ستنجح في تحقيق هدف واحد بشكل مؤكد: ضرب تعز واشعال صراع طوييل، والمساهمة في ابقاء اليمن رهن الحروب، وتشكيل واقع يجعل الجميع ضعفاء تحت وصاية طامعين اقليميين حمقى !
من الجيد أن القوى السياسية والإجتماعية المساندة للشرعية،شكلت حلفاً واسعاً في المحافظة ووقعت اتفاقاً مطلع هذا الشهر، مسنود برؤية واضحة لكيفية معالجة الوضع القائم على مختلف الصعد، وبآليات تنفيذ.
فقط ..بالنوايا الحسنة والإحساس المشترك بالمخاطر وبالمسؤولية تجاه الناس والمحافظة ،سيحتاج هذا الإتفاق أن يغدو برنامج عمل يومي للجميع..
تعز، بحاجة للجميع، وانتم جميعاً بحاجة الى بعضكم، فالمصير واحد، ولن تكتب النجاة لطرف، بالمراهنة على مشاهدة آخر يغرق، لأنكم ونحن سنغرق جميعاً وهذا ما أنا على ثقة أنكم ترفضونه، لكننا نحتاج عملاً حقيقياً لتجنبه.
لازالت تجربة 21 سبتمبر 2014 طازجة.. فإن لم تعلمنا تلك الكارثة الكبرى بتداعياتها الجهنمية على الأمس واليوم والمستقبل فمن ما سنتعلم؟
*من حائط الكاتب على فيسبوك