بلغ التجمع اليمني للإصلاح الـ27 من العمر.
حزب شاب في ذورة العطاء كما يفترض، يتمتع بقاعدة ممتدة أكثر فتوة وشباباً،لكن قيادته شاخت جسداً وفكراً وسياسة.
للحزب مواقف وطنية كثيرة مشهودة ككل الأحزاب وأعترت نشاطه كالجميع خطايا وإخفاقات معظم الأحزاب اليمنية التي نمت في بيئة مشوهة.
تتفق أو تختلف مع الحزب فهو واحد من أعمدة العمل السياسي الحزبي في البلد التي يجب أن تنمو وتكبر لتقوم بوظائفها كما ينبغي، مرتبطة بقضايا الجماهير وتطلعاتهم، عوض الانتكاس الى ماقبل السياسية وآليات المجتمع البدائي في إدارة الخلافات بين قوى المجتمع.
بالسياسة الراشدة والناضجة وحدها، يستطيع المجتمع تجاوز عثراته وإخفاقاته المروعة كما راهن اليوم، حيث اشتعلت الحرب، كتعبير عن فشل سياسي جمعي وارتكاس نحو العنف لإدارة الخلافات بين اليمنيين.
تمكنت قوى التخلف العصبوية ومزاعم الكهنوت من فرض منطق القوة على الجميع وسحبهم الى الهاوية التي تعيشها البلاد منذ عامين ونصف، وسندفع ثمنها عقوداً من المستقبل.
يستحق الحزب التهنئة، بذكرى تأسيسه، كما كل الأحزاب، تأكيداً على أن هذا خيار اليمنيين الحتمي لإدارة خلافاتهم، لكن الإصلاح على وجه التحديد يستطيع أن يقدم لنفسه، التهنئة الأهم والأغلى، بتجديد قيادته التي لم تعد لديها ماتقدمه، وتسليم الشباب زمام القيادة.
لكل جيل خبرته وتجربته وقدراته الخاصة وقد حان لجيل المؤسسين أن يستريح، ليساعدوا أحزابهم على مواكبة التغييرات العاصفة التي تضرب المنطقة والعالم، و التكيف مع التحديات والمشاكل والإستجابة السريعة والفعالة للتعامل معها.
التجربة الحزبية بصورة عامة في البلاد تحتاج الى مراجعة والأحزاب بحاجة أكبر لتغيير عميق في الفكر والتصور وفي بنيتها القيادية لمصلحة جيل الشباب قبل كل ذلك.
هذه الفئة الواعية قادرة على العبور بالأحزب الى المستقبل، لأنهم أبناء تجربة فريدة، هي مزيج من العمل السياسي والثورة بما تحمله الأخيرة من مفاهيم وقيم تقوم على فكرة التغيير الشامل.
هؤلاء الشباب هم الأقدر على إحداث التغيير اللازم في التصورات وحتى الأفكار لإنتاج ممارسة جديدة للعمل السياسي تستوعب كل المتغيرات التي تشهدها البلاد والإقليم، تكون أكثر التحاماً بالناس وقضايا البلاد، بعيداً عن التهويمات الأيدلوجية ومنازعاتها التي كانت وراء الخسارة المروعة لما تبقى من هياكل دولة مفترضة.
لقد أصبح التحدي الأهم أمام اليمنيين اليوم، وفي طليعتها الأحزاب: العمل جنباً الى جنب لإنهاء الإنقلاب وبناء الدولة اليمنية الإتحادية المتفق عليها بمؤسساتها السياسية المستوعبة لكل قوى المجتمع، وتأجيل المنافسة والصراع على السلطة، حتى يحين موعدها وشروطها..