الخطة التي رسمها أمن نظام صالح يوم الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١لإحراق وتمزيق ساحة التغيير ومن ثم القضاء على المكون الثوري الضخم الذي تجمع في هذه الساحة اصطدمت بذلك الصمود والثبات لشباب الثورة ،إضافة الى التنظيم العالي الذي اتسمت به المواجهة منذ بدء الحريق وإطلاق الرصاصة الاولى للجلادين الذين حشدهم النظام للقيام بالمهمة.
كان النظام يكتب نهايته مع كل طلقة تستقر في الأجسام الطاهرة التي خرجت تنادي بالتغيير سلمياً ، وكان يجسد الطبيعة الهشة لنظام أفسد الحياة وعطل كل شيء جميل فيها ، ولم يتبق سوى خشونة فساده يستمد منه أسباب بقائه.
انهار نظامه، وبقي يناور بخارطة الانقسام السياسي والاجتماعي .
وبعد بذلك بأيام وفي تاريخ ٢٣ مارس قدم مبادرته للسفير الامريكي بتسليم السلطة مقابل الحصانة.
حمل المبادرة بيد ليقول للعالم انا غير متمسك بالسلطة، وقرار تصفية الثورة بيد أخرى ، وكان ينتظر أن يأتي الخطأ من الطرف الاخر ، لينفذ قرار التصفية ،لكنه حوصر بعمل سياسي منظم قاده اللقاء المشترك ليضعه في الزاوية التي أراد أن يحاصر فيها الثورة .