هناك عقول لا تصدق بالحقائق إلا حين يعترف بها أصحابها ويعرفها الحجر والشجر والدواب ، ومن المؤسف أن هذه العقول من المضحوك عليهم كانت من بين الضحايا المغرر بهم من قبل الشامي المذكور في تكتل اللقاء المشترك ، أما نحن فلم تضف جديداً يا "ابوهاشم" بل اعترفت ببعض ما أنكرته ذات يوم في منزل جار الله عمر عندما دار النقاش بيننا عن التاريخ الفكري المشترك بين اليسار الإمامي وبين التشيع العنصري قبل 9سنوات .
اليوم يحيى الشامي أحد عقول اليسار الإمامي في الحزب الإشتراكي يعترف بوقوف الحزب وراء التغذية التنظيمية للإمامة بمسماها الزيدي لكن دعني أكن أكثر دقّةً معك في هذه المسألة ولنقل الهاشميّون في الحزب حوّلوه إلى خادم سلالي بالتناغم مع أبناء السلالة في الأحزاب الأخرى .
يقول يحيى الشامي من مقابلة معه أخيرة :
"الحزب الإشتراكي كان وراء استنهاض النزعة المذهبية الزيدية في وجه الوهابية كـ تيار متخلف، وما لا يعرفه الكثير أننا في الحزب الإشتراكي عام 1979م أرسلنا إلى صعدة الدكتور عبد السلام الدميني، ويحيى منصور أبو أصبع، عندما سمعنا عن استقطاب الإستخبارات السعودية للعناصر الشابة من الجبهة الوطنية في شمال الشمال" ..
الحزب الإشتراكي اليمني هو الحزب الذي حوّل الوحدة إلى مجال حيوي للإمامة لأننا توّحدنا مع قيادة سُلاليّة يساريّة خرجت لتوّها من الإصطفاف مع خميني إلى جانب الأسد النُصيري والقذافي الباطني الفاطمي مَهوُوسِ الرايات الخُضر وأعلام الدولة الباطنية التي تغطي شوارع صنعاء اليوم في كل مناسبات الفاطميين الجُدُد ..
والحزب الإشتراكي اليمني وبالإشتراك مع الإماميين في المشترك هو الذي هيّأ الوعي الجماهيري في المشترك والمتأثرين به وقراء مطبوعاته للتطبيع مع الإمامة وقبول أطروحتها بل و وضع ثورة سبتمبر موضع النقاش بل التهمة ووسمها حيناً بالإنقلاب وأحياناً أخرى بالمشكلة التي نتجت عنها المظلمة في ندوات وفعالياتٍ ومؤتمرات كان آخرها مؤتمر موفمبيك حيث أقرّ فريق العدالة الإنتقالية أن تكون النقطة الزمنية لتسوية المظالم هي بداية الستينات واستغلال جهل الرئيس هادي بهذه الأبعاد وكتابة خطاباته التي تتحدث عن سبتمبر وحتى عن أكتوبر كمشكلة لا كثورة.
والحزب الإشتراكي اليمني هو الذي بنى شبكة من العلاقات مع مشائخ قبائل في الشمال منذ الثمانينات كخلايا للجبهة المدعومة من القذافي والأسد الذَّينِ كانا ـ يومها ـ ضمن أجندة خميني ـ يلاحقان نفوذ صدّام في اليمن ، و هؤلاء المشائخ هم الذين فتحوا مقرّات الحزب العطّاسي بعد الوحدة ، و هم أنفسهم مشائخ البيض الذين أصبحوا بعد 2011م على عصمة الحوثي وانقضّوا على اللواء 310 و هم أنفسهم مشائخ الجبهة مشائخ البيض مشائخ الحوثي الذين انقضوا على عدن ولحج وأبين والضالع وسائر المحافظات .
والحزب الإشتراكي اليمني هو الذي جمع كل فلوله وخبراته وعناصره وأحقاده التنظيمية والعسكرية وقدّمها للحوثيين و أوفد المدربين العسكريين إلى نقعة ومطرة منذُ العام 2005م قبل الإيرانيين أنفسهم وقبل استتخبارات صالح نفسها وهو الذي مثّل الرئة اليسرى التي يتنفس منها الإماميون حين يختنقون ويعجزون عن التنفس برئة اليمين الإمامي ، و هم الذين انقسموا كالإماميين إلى فِرَق في الداخل و فِرَق في الخارج و فرق في المؤتمر وأخرى في المشترك لتحشيد وإثارة الفتنة بين أطراف القوّة العمياء ولأغراض انتقامية وتخريبية .
هذا هو الحزب الإشتراكي اليمني في بعضِ من سيرته الناقمة على الشعب والأمة والجمهورية والعروبة والإسلام ، الحزب الذي يرى ثورة سبتمبر انقلاباً لأنها جاءت مدعومة من القومية الناصرية لكنه لا يفتر ولا يتعب من التغني بقوميات روسيا البيضاء وحاملها البلشفي العتيد ، ويرى الجمهورية في صيغة السلال تخلّفاً لكنه يعدّ ميليشيات أبناء المشعوذات من ضحيان طلائع ثورية ، ويرى جامعة الإيمان ومقيل صادق الأحمر عاهاتٍ رجعية لكنه يرى زيارة بواهيت الحزب لقبر مفتي الحشيش حسين الحوثي في مرّان رحلةً على طريق بناء الحداثة السياسية والمدنية ومُلهماً روحيّاً يزوّد الحزب بإضاءات فكرية لامعة تعطي مُنظّري الحزب دفعاتٍ إضافية للإستمرار في عملية تحديث الكهنوت الإمامي الكريه .