النصر الذي يعميك عن رؤية ما يبحث عنه شعبك في المستقبل كالهزيمة التي تمنعك عن الالتفات للاسباب التي أنتجتها ، والتسليم بأننا كنّا جميعا اسبابا في انتاج الماضي الذي نريد مغادرته هو الذي سيساعدنا على القبول ببعضنا شركاء في المستقبل الذي نريد الوصول اليه .
وحدهم الذي لا يراجعون أخطاءهم في الماضي لا يستطيعون الوصول بشعوبهم الى المستقبل .
بدون رؤية دولة المواطنة تلوح في الأفق كنجم يهدي المناضلين لن يكون للانتصارات معنى كبيرا وفارق ، فكل نصر هو بمثابة درجة في سلم الصعود نحو الاستقرار السياسي للبلد والمهم ان نصل النهاية لا البقاء في السلم .
يخذل المناضل نفسه حين يجعل من الانتصارات والهزائم مناسبات لتعزيز الانقسامات داخل وطنه ، فاذا لم يكن إنقاذ البلد من هذا التحلل والتفكك هدفا للنضال فما قيمة التضحيات .
مع كل شهيد يجب ان نردد سفر التكوين لدولتنا المنتظرة ، دولة تجمع الشتات وتصنع منا قدرا سياسيا يحترمه العالم .
الحرية للإنسان والسيادة للشعب والحكم لمن ترضى عنهم الأمة وتصوت له ، هذه التعويذة الوطنية التي تعالج نزوعنا للانقسام والصراع حتى داخل الجبهة الواحدة .
السلطة المنتظرة ستخرجنا من التيه ولن تكون اداة للانتقام يستخدمها من يصل اليها اولا لانه ليس ثمة اول واخر فالجميع قد بذل في النضال نصيبه وقسمه .
السلطة المنتظرة هي وسيلة انتقام من الاسباب التي تجعلنا أضحوكة في أنظار العالم ومن الحالة التي نبدو فيها كصغار يتشاغبون على حلوى لم تصنع بعد .
الانتصارات ليست ضد بَعضُنَا ولا لتصفية الحسابات بل هي من اجل الخير العام والمصالح الوطنية .