بينما كان العالم يحاول تقبل صدمة فوز المرشح الشعبوي دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في نوفمبر 2016 ، كانت "غانا" البلد الأفريقي الفقير تنصب الرئيس الرابع المنتخب ديمقراطيا منذ بدأت التحول الديمقراطي عام 1992.
عانت غانا كغيرها من دول العالم الثالث من حكم عسكري طويل منذ استقلالها عام 1957.
مع نهاية الحرب الباردة بدأت غانا مسيرتها الديمقراطية تزامنا مع الموجة الثالثة للتحول الديمقراطي التي بدأت مع سقط جدار برلين 1989.
بدأت تحولها الديمقراطي في نفس السنة مع اليمن، وعانت من ظروف اقتصادية وسياسية وتوترات عرقية أشد ومع ذلك نجحت غانا وسقطت الديمقراطية اليمنية الوليدة.
نجحت غانا في إقامة أربع انتخابات رئاسية بطريقة ديمقراطية شفافة تولى بموجبها 4 رؤساء منتخبين السلطة في الأعوام 1992 و 2000 و 2008 و 2016.
حظيت الإنتخابات الأخيرة في ديسمبر 2016 برقابة دولية، إضافة الى رقابة محلية من لجنة إنتخابات نزيهة ومستقلة قامت بتصحيح السجلات الانتخابية وتوفير تنافس عادل لكل المرشحين.
شارك 70% من الغانيين في الانتخابات، وهي تفوق نسبة الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي لم تتعد 55%.
وكانت القضية الحاسمة للفوز هي الإقتصاد وهو ما مكن مرشح المعارضة التي نافس مرتين وفشل من الفوز في محاولته الثالثة معتمدا على برنامج اقتصادي واعد.
بينما كان ترامب يفوز بشعارات شعبوية ووعود اقتصادية غامضة ومتضاربة وسياسات قد تهز أعمدة الاقتصاد الأمريكي المتخلخلة.
كانت غانا البلد الفقير تتجه اكثر نحو دمقرطة الحياة والسياسة، بينما كانت الديمقراطيات الغربية تسقط في فخ الشعبوية.
وبين هذا وذاك لم يغير العرب موقفهم السلبي من التحول الديمقراطي تحت الشعار الفاشي المزمن: " الشعوب ليست جاهزة للديمقراطية"... والشعار النازي الأسوأ: "الخبز قبل الحرية".
* من حائط الكاتب على فيس بك