خبر مزعج جدا بالنسبة لي ان يتوقف موقع الخبر نت والذي يرأسه الزميل Safwan Alfaeshi وهو احد المواقع المهنية التي تعمل بضوابط مهنية، ومسار واضح، منذ نشأته قبل اعوام، ويعد من اقدم المواقع الالكترونية اليمنية، واكثرها محافظة في اداء الرسالة الاعلامية.
بذل صفوان جهودا كثيرة لابقاءه حيا، وباع في سبيل ذلك مجوهرات زوجته، واستدان مبالغ من زملاءه، وبعد ان نفذت الخيارات امامه تردد على اكثر من طرف لدى الحكومة الشرعية لكن جهودة اصطدمت بالعديد من الجدران الصلبة، وتنكر له الكثيرون خاصة اولئك الذين لايدركون أهمية الصحافة او من يرغبون بمواقع المنشورات السخيفة وصحافة التطبيل ودكاكين بيع الكلام الرديئ.
موقع الخبر من اكثر المواقع التي دافعت عن الشرعية بشراسة منذ ما قبل الاجتياح الحوثي لصنعاء واسقاط الجمهورية، ولأن رئيس تحريره شخص يحترم ذاته، ويحافظ على قيم المهنة، ولاينتسب الى أي تيار او شخص نافذ... فقد كان التوقف حظه، بينما تتناسل يوميا عشرات المواقع التي تسمي نفسها صحفية وتتلقى دعما من هنا او هناك لمجرد انها تتبع نافذين او يقف خلفها متخمون يبحثون عن دوشان يعمل لصالحهم.
كثير من القضايا تناولها هذا الموقع، وكثير من الشخصيات التي اصبحت نجوم في التحليل والصحافة احتضنها الموقع وانطلقت منه وكان مكانها الأول، ودخل رئيس تحريره في خصومات مفتوحة مع اطراف في الداخل خاصة المحسوبة على الحوثيين لمجرد انه ينتقدها ويكشف جرائمها وغسيلها، وفي اللحظة الحرجة ينساه الجميع ثم يغلقون جوالاتهم وحساباتهم حتى لا يتلقون رسائل صفوان التي تستغيث بهم لانقاذ موقعه.
لن أبالغ اذا قلت انه دافع عن حزب الاصلاح اكثر من وسائل حزب الاصلاح، بل في وقت توقفت وسائل الحزب عن الصدور، ولن أبالغ ايضا ان قلت ان الموقع دافع عن الشرعية ورجالها ومشروعها اكثر مما دافعت عنها وسائلها وكثير من ناشطيها والاعلاميين الرسميين فيها.
صفوان الفائشي لا يجيد التطبيل ولايجيد التملق والتزلف بل عمل بهدوء وقدم للصحافة الالكترونية اليمنية موقعا يعمل بإتزان وهدوء بعيدا من الاضواء قريبا من الحقيقة، ولم يشفع له هذا في ان يحظى بالرضا والقربان والبقاء كآخرون يمارسون الصحافة في جانبها القذر ووجهها الوسخ.
اقدر وجعك يا صفوان وحرقتك، واقدر حزنك وانت تفقد الثقة في كل من حولك بعد الخذلان الذي تعرضت له من الجميع وبالاخص من جهات كنت تتعشم فيها كثيرا.
ربما اصابك يا صديقي ما اصاب البلد من مصيبة تعثرت فيها كل الاشياء، وماتت فيها الاشياء النبيلة، وتحول رجالها الشرفاء الى جوعى يبحثون عن لقمة العيش في سبيل البقاء.
لكن ذلك لا يسقط العذر عمن اخطأوا الطريق وعميت اعينهم عن رؤية الصحيح من الفاسد والغث من السمين.
وبقدر تضامني الشخصي معك هنا كزميل بقدر ما اود ان اهمس في آذان البعض بأن لايتركوا موقع الخبر نت أن يموت، فمن المؤسف أن يتعثر الجيد ويبقى الرديئ.