السعودية بالنسبة لي تستحق الدفاع عنها و خصوصا في هذا العهد الميمون و هذا الوقت الحاسم الا ان ما سأقوله هنا ليس دفاعا بل حقائق.
لاشك أن الاصلاحات المالية التي صاحبت الموازنة السعودية للعام ٢٠١٦ قد اثارت بعض الاسئلة لدى البعض خصوصا مع الضخ الاعلامي المعادي للسعودية الذي يخلق امورا لا وجود لها بل و يضخم الوهم و يهول منه.
و لفهم حقيقة ما جرى لابد من معرفة الوضع المالي للسعودية و هل افلست و هل للاصلاحات علاقة بالحرب بمعنى هل تأثر مركز السعودية المالي بالحرب؟
و الاجابة على كل الاسئلة الانفة "لا" كبيرة و مطلقة!
و الموضوع كالتالي...
١. الموازنة أعدت على اساس سعر منخفض للنفط عما هو موجود الان في الاسواق و بسعر ٢٠ دولار للبرميل بينما احتمال الوصول لهذا الانخفاض ضعيف و لكن وارد
٢. الموازنة أعدت على اساس ان لا يتم تعويض اي عجز من الاحتياط المالي للمملكة.
و لذلك فالعجز غير حقيقي تماما و له غرض سياسي تحفيزي للقبول بالاصلاحات السعرية.
و لتوضيح الصورة اكثر فعليك ان تعلم :
- ان الاحتياطي المالي للمملكة بحسب بيانات وزارة المالية هي ٢,٨ تريليون ريال اي ما يقارب ٨٠٠ مليار دولار و هذه موجودة فعليا في مؤسسة النقد السعودية(البنك المركزي) في الرياض.
- اجمالي الموجودات الامريكية كسندات في الخزانة الامريكية ١,٣٢ ترليون ريال و هي تصل الى ٤٠٠ مليار دولار تقريبا
-الصناديق السيادية الاستثمارية السعودية و تقدرها اكثر المصادر ب٥٠٠ مليار دولار و هي صناديق تابعة للدولة.
اذا و الحال هذا فنحن امام ١.٧ تريليون كاحتياطيات بيد الدولة السعودية و هذا يجعلها الى جانب الصين ثاني مالك للدولار في العالم بعد امريكا و هذا ببساطة يجعل رقبة امريكا بيد صانع القرار السعودي او الصيني و اقول جازما ان هناك دولتان في العالم تستطيعان تركيع الولايات المتحدة هما الصين او السعودية.
و هنا يطرح أحدهم سؤالا مهما و منطقيا في نفس الوقت...اذا و الحال هذا لماذا هذا التقشف و لماذا رفع الاسعار؟
من وجهة نظري ان رجل الحزم سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله رجل حازم في كل الامور و ما كان عليه الاقتصاد السعودي من هدر للموارد لا يستقيم مع وضع دولة تهددها المخاطر من كل جانب و لابد من ترشيد الهدر الشديد و خصوصا في البنزين و الكهرباء و هي جزء من خطة طويلة المدى لاخراج المواطن السعودي من حالة الاسترخاء و حتى الكسل الى ميادين العمل لبناء اقتصاد قوي و حقيقي و اعتقد ان المرحلة القادمة ستعمل على معالجة الهدر الكبير في الموارد البشرية
أطمئنوا السعودية بخير و في رفاه و تطور مستمر و ارجو من الله ان يعم خيرها كل شعبها و جميع جيرانها في الخليج و اليمن و مصر و الشام و السودان فيها بهم و هم بها سيخرجون من كل المخاطر و الاخطار.