تمخض الجهد الذي جاء من الأمم المتحدة وعدة أطراف دولية في شأن الأزمة اليمنية هدنة للحرب لثلاثة أيام وإعلان المبعوث الأممي أنه في صدد إعداد خطة جديدة.
اليمنيون مع أنهم بحاجة لكل ما يساعدهم وهم في ظل أوضاع مأساوية وكارثية لكنهم لم يجدوا في هذه الأمور أدنى حافز لاستعادة الأمل والتفاؤل للخروج من دوامة الحرب الجهنمية لأسباب عديدة.
أولاً: الهدنة التي أعلنت أواسط الأسبوع المنصرم ولاقت مصير الهدن السابقة من الفشل ليست الأولى فقد سبقتها أكثر من هدنة لثلاث مرات متتالية في السنة الماضية واثنتان في السنة الحالية وأغلبها فشلت في بدايتها وهي لم تؤد إلى نتائج لا على صعيد الدفع بالتسوية السياسية ولا على ما يرتبط بالمساعدات الإنسانية وانقضت دونما الوقوف أمامها لتصبح الدعوات الجديدة مفتوحة على ما آلت إليها سابقاتها بالنتيجة.
ثانياً: غياب الثقة في الأطراف الدولية التي بدت في تعاملها إزاء الأزمة اليمنية كما لو أنها تجد فرصة لحساب المصالح الخاصة في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية.
ثالثاً: انحسار دور الأمم المتحدة كأداة لإدارة الأزمة وانحداره إلى ملهاة العبثية، إن في شأن المشاورات التي كانت ماراثونية أو المبادرات والخطط وهي انفجرت قبل أن يعلن المبعوث الدولي عن خطة جديدة للحل لم تلاق الاستجابة المطلوبة حتى الآن. لقد صارت الأزمة اليمنية متفردة بهذا «الدور» و«الجهد» و«الاهتمام» من جانب الأمم المتحدة من خلال خطط فاشلة ومفاوضات عقيمة ومبادرات لا تلاقي تجاوباً.
السؤال المطروح: إذا كانت الأمم المتحدة ساهمت في انحدار الوضع اليمني من الفترة الانتقالية إلى ما بات عليه اليمن في ظل الحروب من أوضاع كارثية، فإلى أين ستمضي الأمم المتحدة بحسب مبادرتها الجديدة؟
نعم الحل يبقى في الأساس بيد اليمنيين في شأن أزمتهم، لكن الإشكال ليس في انقسامهم بل في الاختطاف الدولي لهذه الأزمة بما ترتب عليه من تأثير سلبي وهذا ما يمكن التماسه من خلال الخلط بين ما كان استقر على الفترة الانتقالية وبين الانقلاب على الشرعية وعلى هذه العملية التي علق عليها اليمنيون آمال الانتقال إلى اليمن الجديد.
إن ضعف الأمم المتحدة في شأن قرارها تجاه الانقلاب والحرب الملعونة جعل دورها في رعاية عملية حل الأزمة مساهمة في زيادة التأزيم وتراجع الحلول المعقولة.
رُب قائل: إن الأطراف الدولية أظهرت قدراً غير عادي من الاهتمام في الفترة الأخيرة تجاه الأزمة اليمنية، ولا خلاف أن الجعجعة كانت صاخبة، لكن الغائب هي النتائج التي تخدم هذه القضية.
وفي هذا الشأن يمكن القول إن كل الأطراف الدولية تبدي رغبتها في حل الأزمة اليمنية لكن الخلاف أن أطراف تريد الحل الذي يناسب ليس مصالحها وحسب بل ومطامعها.
في هذا الشأن يمكن الإشارة إلى ما بات مثاراً حول الدور الأمريكي في شأن الأزمة المنية وما رافق هذا من تطورات بخاصة تعرض وحدات بحرية عسكرية أمريكية في باب المندب لصواريخ نسبت إلى الحوثيين الذين شددوا على نكرانهم.
هنا يمكن القول إن الولايات المتحدة لا تنحشر في الأزمة اليمنية وهي في ذات الوقت ليست بعيدة، الولايات المتحدة موجودة ودورها في اليمن لم يتوقف.
القضية هي في دور الأطراف الدولية وغيرها في شأن الأزمة، وهنا يمكن القول إن الأمريكيين والإيرانيين ليسوا في استعجال لحل هذه الأزمة والمسألة ليست قاصرة على ما هو مرسوم تجاه اليمن فقط بل وابتزاز دول المنطقة.
لقد كانت رسالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للكونغرس ليست مجرد إحاطة بل لأكيد «استعداد واشنطن لمزيد من العمليات العسكرية في اليمن» ل «ضرورتها» كما ورد في الرسالة.
هنا يمكن القول إن أزمة اليمن ليس بما هو متفجر في أوضاعها وحسب بل وبما يجري من استغلال لهذا الوضع وتحت مظلة مواجهة الأزمة وهو دور تتصدره بامتياز الأمم المتحدة وهنا أزمة حل الأزمة.
* الخليج الإماراتية