[ تتصاعد التوترات في واشنطن كلما بدا هجوم التحالف العربي على ميناء الحديدة وشيكاً ]
دعت مجموعة من ممثلي الأحزاب الأمريكية اليوم الثلاثاء وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إلى إعادة النظر في تأييده للهجوم الذي يبدو وشيكاً على ميناء الحديدة من قِبل قوات التحالف العربي.
وقال المشرعون الأمريكيون -في الرسالة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست وترجمها "الموقع بوست"- "نحن ملتزمون بمزيد من الرقابة والنقاش حول مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية العسكري والتي لم يأذن بها الكونغرس في اليمن خاصة مع وجود أزمة إنسانية ضخمة جداً في البلاد، حيث يحتاج ما يقارب من 19 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة".
وتأتي الرسالة بعد رسالة أخرى وقع عليها 55 من المشرعين وتم تقديمها إلى الرئيس الأمريكي والمدعي العام جيف سيسيونس تصر على أن أي مشاركة مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية في اليمن يجب أن لا تتم إلا بعد موافقة الكونغرس عليها.
وأشار ماتيس خلال رحلة له إلى المملكة العربية السعودية إلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم الدعم العسكري والمخابراتي المباشر للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، الذي يسعى إلى طرد المتمردين الحوثيين الشيعة من صنعاء والمناطق الأخرى التي يسيطرون عليها.
وطالب ماتيس إلى إلغاء قوانين عهد الرئيس السابق باراك أوباما التي تحظر الدعم المباشر للتحالف العربي، وعلى الرغم من إدارة أوباما قامت بالعديد من صفقات السلاح وتزويد طائرات التحالف العربي بالوقود، إلا أنها لم تقم بأي مشاركة مباشرة في الحرب اليمنية.
ولكن إدارة ترامب قامت باتخاذ إجراءات أكثر قساوة ضد الحوثيين بعد الحقائق التي كشفت بأن إيران تمول وتدرب وتسلح المتمردين الحوثيين كجزء من الحرب بالوكالة ضد المملكة العربية السعودية التي تقول بأن ميناء الحديدة هو شريان الحياة الحيوي للمتمردين الحوثيين بسبب الأسلحة التي يقومون بتهريبها عبر هذا الميناء.
وكرر رئيس منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين يوم الاثنين تحذيرات منظمات الإغاثة قائلاً "إن الأمم المتحدة تشعر بالقلق العميق إزاء التداعيات الإنسانية لهذا الهجوم كزيادة الأزمة الإنسانية والخسائر في أرواح المدنيين".
وبما أن محافظة الحديدة مكتظة بالسكان، فإن الهجوم قد يستغرق أسابيع إن لم يكن أشهر، وسيؤدي إلى نزوح جماعي للسكان فضلاً عن عشرات الآلاف من المشردين داخلياً الذين يتخذون المدينة كمأوى حالي لهم.
وعرّض عدوان مليشيات الحوثي الانقلابية البحري السفن في مضيق باب المندب إلى الخطر، حيث هاجم المتمردون الحوثيون السفن الأمريكية في شهر أكتوبر، وهو الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى إطلاق صواريخ توماهوك ضد مواقع الرادار الساحلية التابعة للمتمردين.
وتؤدي سيطرة قوات التحالف العربي على محافظة الحديدة على إجبار الحوثيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن إراقة الدماء ستؤدي إلى تعميق انقسامات الحرب وإطالة مدة معاناة أهل اليمن.