شهدت محافظة حضرموت الوادي والساحل، خلال اليومين الماضين حراكا سياسيا يسبق انعقاد مؤتمر حضرموت الجامع المقرر بدء أعماله نهاية ديسمبر الجاري، بالتزامن مع الذكرى الثالثة للهبة الحضرمية.
وعُقد بمدينة سيئون لقاءً تشاوري موسع للمكونات الاجتماعية والسياسية والشخصيات الاجتماعية والعلماء والأكاديميين والأدباء والكتاب والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني بمديريات الوادي والصحراء.
كما عُقد لقاء تشاوري آخر بالمكلا لتصحيح مسار مؤتمر حضرموت الجامع بحضور أكثر من 500 مشارك من مكونات قيادات للحراك وأحزاب سياسيه وأكاديمية وقبلية.
وقال عبد المجيد وحدين رئيس لجنة التشاور والتواصل لتصحيح مسار مؤتمر حضرموت الجامع إن اللقاء كان ناجحا بكل المقاييس، مؤكدا أن اللقاء يمثل رسالة قوية موجهة للأطراف القائمة على المؤتمر تؤكد على ضرورة تصحيح مسار المؤتمر، وأيضا، رسالة للرأي العام تفيد بأننا مع مؤتمر جامع حقيقي وفق معايير واضحة ومحددة.
ولفت إلى أن مطلب تصحيح المسار، ليس مطلب مجموعة صغيرة ومحددة، بل أصبح مطلب قطاع واسع من أبناء حضرموت في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن الحضور الكمي والنوعي الكبير، دليل على مدى الاهتمام بموضوع تصحيح المسار.
وخلص وحدين إلى ضرورة عقد مؤتمر جامع لحضرموت مؤتمر يوحد كلمته، لا أن يشتتها مؤتمر يأخذ وقته الكافي وليس على طريقة سلق البيض حد قوله.
وكرس اللقاء التشاوري في سيئون لاستعراض أهداف المؤتمر المتمثلة في لمّ الشمل وتوحيد الكلمة لكل أطياف ومكونات حضرموت، وكذا إعداد رؤية شاملة ترسم خارطة حاضر ومستقبل المحافظة، الذي يتطلع إليه الجميع في أن تسود فيه العدالة الاجتماعية والرخاء الاقتصادي، إضافة إلى العمل على نبذ التعصب والتطرف وإشاعة روح التسامح وقبول الآخر في أوساط المجتمع الحضرمي خاصة والآخرين عامة ، وتعزيز نهج الوسطية والاعتدال لمدرسة حضرموت بما يرسخ مبدأ التآخي والسلام والتعايش الذي أوصى به ديننا الحنيف ، فضلا عن دعم قوات النخبة الحضرمية باعتبارها صمام أمان حضرموت .
كما تم استعراض اللقاء، إتجاهات عمل اللجان المتخصصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والعلاقات العامة وغيرها من اللجان الأخرى ذات الاختصاص بطبيعة أنشطة المؤتمر خلال المرحلة الحالية والمتمثلة في إستقبال الرؤى المقدمة من كافة المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والشخصيات الاعتبارية في الداخل والخارج ومن ثم استخلاصها في رؤية موحدة لواقع حضرموت الذي يتطلع اليه كل أبناء المحافظة في جميع المجالات .
المؤتمر لترتيبت أوضاع المحافظة
وحول هذا، تحدث سكرتير اللجنة التحضيرية للمؤتمر "حاج عمر بشير"، لـ(الموقع بوست)، قائلا إن المؤتمر يهدف إلى ترتيب أوضاع المحافظة داخليا، ويمثل وقفة للمّ شمل أبنائها، بجميع أطيافها، ومكوناتها لتحليل الحالة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية التي مرت بها المحافظة خلال العقود الخمسة الماضية.
وأكد أن المؤتمر لا يهدف بأي حال من الأحوال إلى فصل حضرموت عن اليمن، أو تشكيل دولة في المحافظة كما أنه ليس سياسياً ولا توجد كلمة في وثائقه التي ستناقش فيه تشير إلى هذا الأمر، موضحاً أن ترتيب أوضاع المحافظة من الداخل يتناغم مع مفهوم حداثي يرتكز على التوزيع العادل للسلطة والثروة.
وبخصوص مشروع إقليم حضرموت وإمكانية مشاركة أبناء المهرة وشبوة وسقطرى في هذا المؤتمر، قال بشير: "إذا كانت الحكومة قد عجزت عن تشكيل إقليم حضرموت من محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، فكيف يمكن لنا أن نشكله أو أن نجمع أبناء هذه المحافظات في مؤتمر جامع ؟ "، مبينا أن الهدف الأساسي من مؤتمر حضرموت الجامع أن يكون للمحافظة صوت ومكانة إذا اتسعت دائرة الصراع الجاري أو لم تتوصل أطرافه إلى تسوية سياسية توقف الحرب.
اختيار اللجان لم يكن دقيقا
وعقب بدء لجان المؤتمر أعمالها، قالت مرجعية قبائل وادي وصحراء حضرموت إنها ستشارك في المؤتمر الحضرمي الجامع رغم أن اختيار أعضاء اللجان الرئيسية والإشرافية "لم يكن دقيقا" وفق قولها.
وقالت المرجعية في بيان لها إن آلية اختيار أعضاء اللجان الإشرافية والرئيسية والصياغة والإعلام لم تكن دقيقة ودون تقيد بمعايير ومشاركة واسعة من أطياف المجتمع الحضرمي وعدم الأخذ بآليات مقترحه من مرجعية قبائل الوادي والصحراء تضمن مشاركه نوعيه من المجتمع الحضرمي ترقى إلى مستوى الحدث المرتقب.
دعوة سعودية لعلماء ومشائخ قبائل
وتزامنا مع بدء الجلسات للجان التحضيرية للمؤتمر منصف ديسمبر الجاري تلقى نحو 30 من علماء ومشايخ قبائل حضرموت دعوة من السعودية للحضور إلى اجتماع مهم بالمملكة.
وذكرت مصادر صحفيه داخل المملكة أن الإجتماع الذي يتزامن مع جلسات اللجان التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع سيناقش المستجدات على اليمن عموماً وحضرموت خاصة.
وأعلن الوفد مطلع الأسبوع الجاري موقفه من المؤتمر، مؤكدا تأييده لمؤتمر جامع وشامل تشارك فيه كل مكونات المجتمع دون استثناء، مطالبا بانخراط جميع المكونات في الإعداد تجنبا لأي شرخ للنسيج الاجتماعي.
ودعا إلى عدم التعجيل في تحديد موعد للمؤتمر قبل استكمال اللجان أعمالها، مشددا على إشراك المغتربين الحضارم فيها.
تداول نشطاء قائمة تم إقصاءها
هذا وتداول ناشطون قائمة شخصيات قالوا إنه تم إقصاءها من اللجان التحضيرية، حيث تتضمن تلك القائمة "العالم الكيميائي العمودي مكتشف العنصر الكيميائي قيدون ، والشيخ عبدالله بقشان رائد النهضة العلمية الحضرمية ، والدكتور عادل محمد باحميد صاحب مشروع نهضة حضرموت، والقاضي الحضرمي والخبير القانوني شاكر محفوظ.، والسياسي الحضرمي المخضرم المهندس محسن علي باصره، والمستشار الدولي والقانوني الكبير عبدالعزيز الكثيري الذي أثرى وثيقة الحوار الوطني بملاحظاته المهمة ، والوزير سعد الدين بن طالب صاحب العقلية المنفتحة والواعية بالمتطلبات، والمهندس تمام فيصل بن شملان ابن رائد التغيير في اليمن، والشيخ القبلي البارز في حضرموت الحكم صالح بن ثابت النهدي".
يجب استيعاب الجميع
مدير إذاعة سيئون الأسبق الصحفي أحمد بن زيدان، من جانبه، قال إنه يجب أن يستوعب المؤتمر كل ممثلي مكونات وشرائح فئات مجتمع حضرموت بدون تهميش أو إقصاء، وأن تُعكس رؤاه بآلية علمية وعملية عادلة وموضوعية.
وأضاف بن زيدان في تصريح لـ(الموقع بوست): " أما أهدافه ورؤيته فيجب أن تراعي الإرث التاريخي والحضاري والثقافي والإجتماعي لحضرموت كهوية وكيانات عبر العصور، واستخلاص الأفضل منها ليواكب ويراعي الوضع الدستوري والمرجعيات القائمة في وطننا حاليا كمخرجات الحوار والأقلمة والراعين والممولين لوضعنا الحالي إقليميا دوليا ودراسة النسق المتوافق معها قانونيا لتثبيت حقوق وإستحقاقات حضرموت كأرض وإنسان وأي خيار لشكل الدولة لها أو فيها يتحدد لاحقا وفقا لإستفتاء شعبي يعبر عن إرادة مواطنيها برأيي الشخصي".
الجهة المتبنية للمؤتمر
وكان حلف حضرموت أعلن مطلع نوفمبر الماضي عن تشكيل لجنة رئيسية للمؤتمر برئاسة رئيس الحلف عمرو سعد بن حبريش وأخرى إشرافية برئاسة محافظ حضرموت اللواء الركن احمد سعيد بن بريك إضافة إلى لجان فرعية.
وأوضح الحلف أن الدعوة لعقد المؤتمر تبناها الحلف في الذكرى الثانية لاستشهاد المقدم سعد بن حبريش العام الماضي ، وانبثق عنها تشكيل لجان تواصل عقدت اجتماعات تمخض عنها إعلان اللجان التحضيرية للمؤتمر.