بينما تحتفل المرأة بيومها العالمي الموافق الجمعة، تبقى الصحفيات الفلسطينيات في الميدان؛ حيث يبذلن جهودًا كبيرة لتغطية فظائع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 شهور.
ورغم صعوبة العمل في غزة والمخاطر المحدقة جراء هجمات الجيش الإسرائيلي، تواصل الصحفيات الفلسطينيات التنقل من مكان إلى آخر وسط القصف المتواصل، حيث بتن مثل أشقائهن من الرجال الصحفيين النافذة الوحيدة لنقل صوت المظلومين في غزة إلى العالم.
ويحيي العالم في الثامن من مارس/ آذار من كل عام يوم المرأة العالمي، وفيه يتم الاحتفال بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.
ولم تدخر الصحفيات الفلسطينيات جهدًا لتوثيق العديد من الجرائم الإسرائيلية بحق الغزاويات خلال الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وكانت كاميراتهن وأصواتهن في كل مكان، ترصد بشكل لحظي المأساة التي تعيشها النساء والأطفال في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.
معاناة لم تستثن الإعلاميات
لم تتخيل الصحفية الفلسطينية هند الخضري (28 عامًا) التي تعمل في مجال الإعلام منذ 2017، أن "يأتي يوم المرأة العالمي والنساء الفلسطينيات يتعرضن لحرب إبادة من قبل إسرائيل".
ولفتت في حديث مع مراسل الأناضول إلى أن المعاناة بالقطاع جراء الحرب تشمل المرأة الفلسطينية عموما، سواء أكانت تعمل إعلامية أم لا.
وقالت: "يحتفل العالم بيوم المرأة ونحن كنساء فلسطينيات مشردات، هُجرنا من بيوتنا خسرنا أحبائنا، ونعاني من الجوع والحاجة إلى أبسط حقوقنا، فقدنا حياتنا ومستقبلنا وبيوتنا وأطفالنا".
وأضافت: "الحرب أثرت بشكل مباشر عليّ؛ فلست مجرد صحفية تغطي الحرب بل أنا نازحة، تركت أهلي وزوجي واخترت بكل الظروف أن أظل في غزة وأغطي الحرب، وهذا يعني الكثير بالنسبة لي".
وتابعت: "الصراعات الداخلية والنفسية والجسدية تؤثر علينا كثيرًا، وليس فقط نحن، بل جميع نساء غزة وفلسطين يتعرضن لانتهاكات من قبل الجيش الإسرائيلي".
واستطردت مواصلة سرد المصاعب التي تواجه الإعلاميات في غزة، قائلة: "التحديات التي نواجهها كبيرة للغاية، نحن نفتقد العديد من الحقوق الأساسية، حتى الوصول إلى الحمام يصبح تحديًا، وعندما نحصل على وجبة غذائية واحدة فقط، نعتبرها كنزًا ثمينًا".
وأوضحت أنها لم تتخيل يومًا أن تضطر للنزوح إلى مدينة دير البلح (وسط القطاع)، وأن تتوقف عن زيارة ميناء غزة الذي تسكن قربه يوميًا، وأن تبتعد عن بيتها وزوجها وأهلها.
وقالت: "المرأة هنا أم لشهيد أو أرملة أو مصابة، فقدت وظيفتها وبيتها وحبيبها".
ودعت الصحفية العالم أن يركز على تسليط الضوء على المرأة الفلسطينية في يوم المرأة العالمي، التي تواجه معاناة كبيرة في ظل الحرب.
"نكافح لنقل الحقيقة"
بدورها، تواصل الصحفية دعاء الباز (27 عامًا) نقل صورة الأحداث والحرب على القطاع، رغم نزوحها من دير البلح إلى مدينة رفح (جنوب).
في يوم المرأة العالمي، تتجول الصحفية الباز بكاميرتها بين الأنقاض والبيوت المدمرة، وتلتقط صورًا للمجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وفي حديثها لمراسل الأناضول، قالت: "منذ بداية الحرب على غزة، نعمل على توثيق جرائم الاحتلال ضد العائلات وخاصة النساء اللواتي يتعرضن لأبشع الانتهاكات".
وأضافت: "في يوم المرأة العالمي، نريد أن ننقل صورة النساء اللواتي يتعرضن لأبشع المجازر في غزة".
ولفتت إلى أنه "خلال هذه الحرب، استهدف الاحتلال النساء والأبرياء دون أن يُفرق بين أحد؛ حيث قصف منازلنا وقتل أحبابنا وأصدقائنا".
وأوضحت: "نعيش ظروفًا مأساوية في ظل الحرب، حيث نزحنا من مدينة دير البلح إلى مدينة رفح".
وأكملت: "نفتقر إلى كل شيء، بما في ذلك الخصوصية؛ فلا توجد دورات مياه، ونحن نكافح من أجل نقل الصورة الحقيقية".
بدورها، أكدت مراسلة قناة "TRT عربي"، ربى العجرمي (30 عاما)، أن الحصار والهجمات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة دفعت جميع الفلسطينيين، وبشكل خاص النساء، إلى النضال من أجل البقاء في ظل الظروف الصعبة.
وأضافت ربى، وهي أم لأربعة أطفال أصغرهم 8 أشهر: "في حين يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي في 8 مارس، تكافح المرأة الفلسطينية من أجل البقاء على قيد الحياة وسط التحديات الكبيرة التي تواجهها".
وأوضحت: "أبذل قصارى جهدي لتوفير المواد الغذائية وغيرها من احتياجات الحياة الأساسية لعائلتي في مدينة رفح، بعد أن لجأت إليها هربًا من الهجمات التي شنت على غزة، ونحن في الوقت ذاته نسعى لتوثيق ما يجري في غزة ونشره للعالم".
وأضافت ربى أنها اضطرت للنزوح عدة مرات من غزة إلى رفح جنوب القطاع بسبب الهجمات المتكررة.
وأشارت إلى أن الصحفيات الفلسطينيات سيواصلن تغطية أحداث غزة على الرغم من التعرض المتكرر لهم من قبل القوات الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".