اتهمت أطراف معنية، الإثنين، الجيش الإسرائيلي بمحاولة "التنصل" من مسؤوليته عن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، وطالبت بإجراء تحقيق دولي مستقل لضمان عدم الإفلات من العقاب.
والإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن هناك "احتمالا كبيرا" أن تكون أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية، قُتلت بنيران "خاطئة" أطلقها جندي إسرائيلي، بحسب بيان تضمن النتائج النهائية لتحقيق أجراه الجيش.
ووفق البيان، فإن "المدعية العسكرية العامة وجدت أنه ووفقًا لظروف الحادثة، لا يوجد اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية".
وقُتلت أبو عاقلة في 11 مايو/ أيار 2022، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية آنذاك إنها أُصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي في الرأس أثناء تغطيتها اقتحامه لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
وفي 26 مايو، أعلن النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب أن تحقيقات النيابة العامة خلصت إلى أن أبو عاقلة قُتلت برصاص قناص إسرائيلي "دون تحذير مسبق".
** الجزيرة: محاولة للتنصل
وقالت شبكة "الجزيرة" الإعلامية في بيان، إنها تدين نتائج التحقيق، وتستنكر عدم اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي الصريح بمسؤوليته عن اغتيال أبو عاقلة.
واعتبرت أن "الاعتراف الضمني المتردد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يراد به التنصل من المسؤولية الجنائية التي يتحملها عن قتل أبو عاقلة، والتي أثبتتها تحقيقات دولية ومهنية عدة".
وطالبت بأن تتولى جهة دولية مستقلة التحقيق في جريمة اغتيال أبو عاقلة؛ "لإقرار العدالة لشيرين وعائلتها وزملائها الصحافيين في أنحاء العالم".
وجددت "الجزيرة" الإعراب عن دعمها ومساندتها لعائلة شيرين وزملائها، ودعت المؤسسات الإعلامية والهيئات الداعمة لحرية الصحافة إلى مواصلة العمل على كل المسارات المتاحة حتى ينال المسؤولون عن هذه الجريمة جزاءهم القانوني.
** العائلة: لم نتفاجأ
كما رفضت عائلة أبو عاقلة، في بيان، نتائج التحقيق الإسرائيلي، وقالت: "لم نتفاجأ برفض إسرائيل تحمل مسؤولياتها عن اغتيال شيرين، وهذا يؤكد أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يمكنهم التحقيق في جرائمهم".
وتابعت: "عرفنا منذ أكثر من 4 أشهر أن جنديا إسرائيليا أطلق النار على شيرين وقتلها، وهو ما توصلت إليه تحقيقات لا حصر لها أجرتها سي إن إن ووكالة أسوشيتد برس ونيويورك تايمز والجزيرة و(منظمة) الحق (الحقوقية الفلسطينية) و(منظمة) بتسيلم (الحقوقية الإسرائيلية) والأمم المتحدة وغيرها".
وأضافت العائلة أنها ستواصل "مطالبة أعضاء الكونغرس الأمريكي ومنظمات المجتمع المدني بالضغط على (الرئيس الأمريكي جو) بايدن لمتابعة القضية وإجراء تحقيق شامل، بما في ذلك التوجه لمحكمة الجنايات الدولية (مقرها في لاهاي بهولندا)".
وأردفت: "ما زلنا نطالب بتحقيق أمريكي شامل ومستقل وذي مصداقية، وهذا الحد الأدنى المطلوب من الإدارة الأمريكية".
** الرئاسة: لا إفلات من العقاب
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن التقرير الإسرائيلي محاولة جديدة للتهرب من مسؤولية قتل أبو عاقلة، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية.
وتابع أن "كل الدلائل والوقائع والتحقيقات التي أُجريت تثبت أن إسرائيل هي الجاني، وهي التي قتلت شيرين، وعليها أن تتحمل مسؤولية جريمتها".
وأكد أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية ستواصل متابعة الملف مع كافة الجهات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية.
وشدد على أنه "لن يتم السماح لإسرائيل بالإفلات من العقاب على جرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية".
** حماس: جريمة مكتملة الأركان
ووصف متحدث حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم، التحقيق الإسرائيلي بأنه "محاولة جديدة للتهرب من مسؤوليته (أي الاحتلال) الكاملة عن جريمة الاغتيال التي أثبتتها كل الوقائع والحقائق المادية والدلائل الميدانية".
وأضاف قاسم، في بيان، أن "قتل جيش الاحتلال الصحفية شيرين أبو عاقلة جريمة مكتملة الأركان، يجب أن يُحاسب عليها الاحتلال وعدم السماح له بالإفلات من العقاب".