في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق القضائي في الملابسات التي أحاطت بموت مصور صحافي تونسي يوم 24 كانون الأول/ديسمبر 2018، نتيجة سكب البنزين على جسده وإضرام النار فيه، تفيد المعلومات المتوافرة أن الصحافي المذكور يُسمى عبد الرزاق الزّرقي وأنه كان في الثلاثين من العمر ويعمل مراسلا بالقطعة في مدينة القصرين لقناة " تلفزة تي في" التونسية التابعة للقطاع الخاص والتي أنشئت في أيلول/سبتمبر 2014.
يتضح أيضا أن هذا الشاب الذي تزوج مرتين ولديه طفلان كان قد وضع في صفحته على الفيسبوك فيديو بصوته تحدث فيه عن الأسباب التي دفعته إلى إضرام النار في نفسه. وأهمها أن النار أن السلطات الحاكمة في البلاد منذ قيام الثورة التونسية عام 2011 لم تهتم أبدا بأوضاع سكان منطقة القصرين الواقعة في وسط البلاد الغربي، فأصبحوا يشكون من البطالة والتهميش.
ومما قاله عبد الرزاق الزّرقي في الفيديو: من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق.. اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي. أتكلم عن العاطلين ممن ليس عندهم مورد رزق ويحتجون على أوضاعهم ويطالبون بحقوقهم في العمل...يُخرجون لنا رواية الإرهاب ...لا أنتمي لأي حزب ... هناك أماكن في القصرين لا يعرف فيها الناس اسم الوالي أو رئيس الجمهورية ... طلبنا التشغيل أعطونا الإرهاب... كل يوم معزوفة الإرهاب. ألسنا بشرا في القصرين؟ أعطونا عملا حتى نعمل".