يُعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من أكثر التنظيمات نشاطاً واستغلالاً لمواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر». ويشير الخبراء إلى تفوق التنظيم في هذا المجال، نظراً إلى ضمه عناصر تمتلك خبرة كبيرة في عالم التكنولوجيا، الأمر الذي ساعده في التسويق والدعاية لأفكاره والسعي لاستقطاب عناصر جديدة ومواجهة الحرب الافتراضية التي تشنها عليه دول العالم.
وذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أنه نتيجة لهذه الحرب الافتراضية على «داعش»، أُغلقت جميع حساباته على موقع «تويتر» العام الماضي، ما حدا بالتنظيم المتطرف إلى نقل نشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي إلى تطبيق «تيليغرام» باعتباره وسيلة جديدة تسمح للمستخدمين ببث رسائلهم لعدد غير محدود من المستخدمين عن طريق حساب التنظيم فيه.
و«تيليغرام» هو تطبيق للتراسل الفوري، أنشئ في عام 2013 من جانب الأخوين نيكولاي وبافل دروف، وهو تطبيق مجاني متعدد المنصات، يمكّن مستخدميه من تبادل الرسائل بدقة تشفير عالية، بما فيها الصور والفيديو والوثائق، ويمكن استخدامه للأجهزة التي تعمل بنظام «أندرويد» و«أي أو أس»، ويستخدم التطبيق في آخر إحصاء حوالى 60 مليون شخص في العالم.
ويبدو أن «تيليغرام» الذي يتخذ من العاصمة الألمانية برلين مقراً، سيكون منصة أكثر استقراراً ومرونة لدعاية التنظيم الذي واجه وما زال حملة مستمرة على «تويتر»، لكن «تيليغرام» أيضاً أعلن عبر موقعه على الإنترنت أنه سيعمد إلى إزالة أي مواد غير قانونية تنشر أو تتداول عبره.
وأكّد بافيل دروف استخدام التنظيم لتطبيقه، قائلاً إن «عملية إرهابية وقعت في أستراليا عبر برنامج تيليغرام». وأضاف أن «الإرهابيين كانوا فعلاً ينسقون خطواتهم عن طريق التطبيق»، وهو أمر دفع الحكومة البريطانية إلى مناقشة مسألة فرض حظر على عمليات التشفير لدى تبادل الأخبار.
ومن الواضح أن تنظيم «داعش» المتطرف يدرك تماماً أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق له وجعله تنظيماً عالمياً عابراً للحدود، وفي ترويج أفكاره وجذب الشباب إليه. وعبر هذه الوسائل، يعمل التنظيم على تضخيم حجم سيطرته ونفوذه وبث الرعب والخوف في نفوس خصومه، من خلال كمية العنف والوحشية في المقاطع المصورة التي ينشرها بشكل دوري.