قالت صحيفة القدس العربي إن قناة "العربية" تتأهب لتنفيذ وجبة جديدة من تسريحات الموظفين العاملين لديها، وذلك في إطار إدخال مزيد من خفض النفقات، فيما يسود الاعتقاد داخل القناة أن الأمر مرتبط بإجراءات التقشف التي تقوم بها الحكومة السعودية منذ فترة طويلة.
ومن المعروف أن قناة "العربية" تتبع لمجموعة "إم بي سي" السعودية المملوكة لرجل الأعمال المعروف وليد آل ابراهيم، وهو أحد أصهار العائلة السعودية الحاكمة وأحد المتنفذين في المملكة، إلا أن القناة تتخذ من دبي في دولة الإمارات مقراً لها، ويسود الاعتقاد بأنها تتلقى دعما من الحكومة السعودية، لكنها لا ترتبط بالحكومة رسمياً.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة القدس العربي من داخل القناة، فإن التسريحات ستطال عدداً كبيرا من الموظفين بينهم صحافيون ومدراء وموظفون رفيعو المستوى، إضافة إلى إداريين وفنيين ومصورين، إلا أن الإدارة لم تبدأ حتى اللحظة في تبليغ من تم اتخاذ القرار بشأنهم.
وقال مصدر في القناة لصحيفة القدس العربي إن "حالة من الرعب تسيطر على الأجواء العامة في مجموعة أم بي سي"، مشيراً إلى أن الموظفين يرجحون أن تطال التسريحات عدداً من العاملين في قنوات "إم بي سي" وأن لا تقتصر على قناة "العربية" وحدها، كما تحدث عن أن عدداً من المراسلين والعاملين في المكاتب أيضاً قد تطاله التسريحات.
إعادة هيكلة
وتأتي الأنباء عن دفعة جديدة من التسريحات في قناة "العربية" بعد أقل من عام على موجة إنهاء خدمات شهدتها القناة وطالت نحو 40 شخصاً من العاملين فيها، ومن بينهم صحافيون عملوا في القناة منذ تأسيسها في العام 2003 وشملت الأسماء حينها ناصر الصرامي المتحدث باسم القناة، وغالب درويش أحد المسؤولين عن موقعها الإلكتروني، والمذيعة نيكول تنوري، ونجيب بن شريف مدير المراسلين السابق في القناة، وهاني نسيرة، إضافة إلى عدد آخر من الموظفين.
ويقول بعض المقربين من القناة إنها أصبحت منذ نحو عامين مملوكة بشكل كامل للحكومة السعودية بعد أن كانت مملوكة للشيخ وليد آل إبراهيم، حيث أصبحت تحت سيطرة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، مشيرين إلى أن عمليات إعادة الهيكلة قد تكون مرتبطة بهذه التغييرات في الملكية.
يُذكر أن قناة "العربية" قامت بإغلاق مكتبها في قطاع غزة، وتسريح جميع العاملين فيه بشكل مفاجئ، كما أغلقت مكتب بيروت في أول شهر أبريل من العام الماضي وسرَّحت جميع الموظفين العاملين فيه دون سابق انذار.
وبحسب معلومات صحيفة القدس العربي، فإن حالة الترقب والحذر تهيمن على العاملين في كل من قناة "العربية" والقنوات الأخرى المنضوية ضمن مجموعة "إم بي سي" وذلك رغم أن "العربية" انفصلت بشكل كامل عن المجموعة وأصبحت شركة مستقلة بذاتها قبل سنوات، وغيرت عقود العاملين معها تبعاً لذلك، لكن الاعتقاد السائد هو أن التسريحات ستطالُ أعداداً كبيرة من العاملين في كل القنوات وليس "العربية" وحدها.