[ توقعات صدام كانت صحيحة فقد سقطت البلاد في الفوضى بعد الإطاحة به (رويترز) ]
قال محلل في المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) إن الولايات المتحدة أخطأت في تقديرها بشأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتدخلها في العراق.
وأشارت صحيفة إندبندنت إلى أن المحلل جون نيكسون كان قد أجرى العديد من المحادثات مع صدام، ويقول الآن إن أميركا أخطأت إلى حد كبير في التدخل بالعراق بعدد من الطرق.
ويرى نيكسون أن وجهات نظر "سي آي أي" بشكل خاص من موقف صدام حسين بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية كانت خاطئة، كما أنها أخطأت أيضا بشأن صحته وعاداته الشخصية وتورطه في تدمير العراق.
كذلك انتقد نيكسون سلوك الرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي كان السبب في غزو العراق، قائلا إنه "استمع فقط لما أراد سماعه" بشأن هذا الموضوع.
ويقول نيكسون إنه أثناء الاستجوابات سأل صدام إذا كان قد فكر أبدا في توجيه ضربة استباقية بأسلحة الدمار الشامل ضد القوات الأميركية المتمركزة في السعودية.
وبحسب إفادته -كما وردت في صحيفة ديلي ميل أول أمس السبت- أجاب صدام "لم نفكر أبدأ في استخدام أسلحة الدمار الشامل، ولم يناقش أمر استخدام الأسلحة الكيميائية ضد العالم، هل هناك أي شخص رشيد كان سيفعل ذلك؟ من كان سيستخدم هذه الأسلحة إذا لم تكن قد استخدمت ضدنا؟". واعترف نيكسون بأن هذا "ما لم نكن نتوقع سماعه".
وأشارت إندبندنت إلى أن السبب الرئيسي الذي استخدمته أميركا وبريطانيا لتبرير غزو العراق المثير للجدل كان "الخطر المفترض" الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها.
وأضاف نيكسون أن صدام قال بعدها إن أميركا ارتكبت سوء تقدير خطير لأن "روح الإنصات والفهم لم تكن موجودة".
وذكرت الصحيفة أن المعلومات الاستخبارية الخاطئة بشأن أسلحة الدمار الشامل لم تكن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الأميركيون بحق العراق.
فبحسب نيكسون، إن صدام حذره من حشد الحكومة الأميركية ضد بلاده، قائلا له "ستفشلون، وستجدون أن حكم العراق ليس بهذه السهولة".
وعندما سئل عن سبب اعتقاده هذا قال صدام لأن الأميركيين لا يفهمون الشعب العراقي لأنهم لا يعرفون لغته وطريقة تفكير البلد وتاريخه ولا حتى مناخه.
وأضافت الصحيفة أن توقعات صدام كانت صحيحة، إذ إن البلاد سقطت في الفوضى بعد الإطاحة به وما تلا ذلك من صراعات قضى فيها نحو مئتي ألف شخص.
وذكرت الصحيفة أن نيكسون هاجم بوش أيضا لأنه كان وقحا معه، وقيل إنه ألقى نكات غير لائقة عن أسلحة الدمار الشامل المفقودة.
وقال نيكسون إن بوش لام "سي آي أي" على الإخفاقات في العراق، وأضاف أنه "وصف تحليلها بـالتخمين بينما لم يسمع إلا ما أراد سماعه فقط".