وصفت العديد من الصحف الأميركية الانتخابات الرئاسية الحالية بأنها الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، فقالت إحداها إن الانتخابات مزقت وحدة أميركا وأصابت ثقافتها السياسية بمرض عضال، وقالت أخرى إن أعظم الدول في تاريخ الحضارة أصبحت غير متحضرة بمستوى خطير.
وحاولت بعض هذه الصحف اقتراح بعض الوسائل التي من الممكن أن تخفف من الأضرار التي لحقت بأميركا جراء الحملة الانتخابية.
فذهبت واشنطن بوست إلى أن الحملة الانتخابية لم تشهد حوارا حقيقيا بين المتنافسين الرئيسيين، خاصة أنهما يحملان رؤى مختلفة تماما وصورتين متناقضتين لأميركا.
وتوقعت الصحيفة أن يواجه الرئيس المقبل التشكيك حتى في شرعيته من قبل نسبة كبيرة من الأميركيين بسبب الانقسام الكبير بينهم، مشيرة إلى ضرورة العمل من أجل الوحدة، قائلة إن ذلك يتطلب رئيسا يتمتع بقدرة كبيرة على التعاطف حتى مع الخصوم، ويخاطب بجدية وصدق تطلعاتهم ومخاوفهم التي تغذوا بها خلال الحملة الانتخابية.
حضيض الحضارة
أما نيويورك تايمز فقالت إن الانتخابات الرئاسية حولت أميركا إلى دولة في حضيض الحضارة بشكل خطير، فهي انتخابات لم يسبق لها مثيل في خشونتها وغوغائيتها. وأشارت إلى أن أميركا تجاوزت من قبل حربا أهلية مدمرة وأعمالا عدوانية خارجية، كما تجاوزت أزمات اقتصادية أكبر من التي تواجهها حاليا، لكن من الصعب عليها تجاوز تداعيات الانتخابات الحالية.
وأضافت أن أميركا شهدت حملات انتخابية قاسية ومتوحشة، لكنها لم تشهد أقذر من هذه الحملة. ولفتت إلى أن العالم تعوّد أن ينظر للانتخابات الأميركية باحترام واهتمام، لكنه كان ينظر إلى الانتخابات الحالية بمزيج من التسلي والازدراء.
وقالت إنه -وخلال أقل من 24 ساعة- سيعلم الأميركيون من سيقودهم خلال السنوات الأربعة المقبلة، ومهما يكن هذا الشخص فإنه سيكون أقل رئيس بين الرؤساء الجدد يحصل على رضا الناس خلال الخمسين سنة الماضية.
لا تحتفلوا ولا تفرحوا
نيويورك تايمز اقترحت أن يلقي الرئيس/الرئيسة المقبل/المقبلة خطابا لا يظهر أي إشارات لفرحه بالفوز وأن يطلب من مؤيديه ألا يفرحوا أيضا، وبدلا من ذلك عليه إظهار التعاطف والاحترام لمعارضيه ولمن لم يصوتوا له ويتعهد لهم بمعاملة أحلامهم مثلما يعامل أحلام مؤيديه، وأن يعتذر عما قاله أثناء الحملة الانتخابية، وأن يدعوهم إلى العمل على تعافي بلادهم من آثار الحملة الانتخابية وإلى عدم تمزيقها. وصاغت الصحيفة نسخة مفصلة للخطاب الذي تقترحه.
وقالت واشنطن تايمز إنه ومهما يكن الفائز في هذه الانتخابات، فإن أميركا هي الخاسرة. وأشارت إلى إن الحملة الانتخابية المنتهية للتو هي المعادل السياسي لحرب فيتنام التي لم تكسبها أميركا وتسببت في انقسام المجتمع على أساس حزبي وداخل كل حزب على حدة وتركت جروحا غائرة في جسد الولايات المتحدة.
وتوقعت ألا تعود أميركا إلى حالة الوئام الاجتماعي النسبي الذي كانت تتمتع به قبل هذه الانتخابات، قائلة إن العمل السياسي كان في الماضي يساعد على تجاوز كثير من الأزمات الاقتصادية وغيرها، "لكن الأزمة الاقتصادية الحالية لن تجد جهودا سياسة تساعدها على العثور على حل، بل على العكس فإن النخبة السياسية المنقسمة ستساعد الأزمة الاقتصادية على الاشتداد أكثر وأكثر".
المصدر : الصحافة الأميركية