[ رمضان اليمنيتباطأ في رمضان هذا العام إيقاع الحركة في الشوارع والأسواق (فرانس برس)يين في تعز.. حصار وأعباء مضاعفة ]
يستقبل اليمنيون شهر رمضان هذا العام بأعباء مضاعفة جراء الحرب المستمرة للعام العاشر على التوالي وفي ظل الأحداث التي يشهدها البحر الأحمر والتي تؤثر في الواردات إلى البلاد.
رغم هذا، يتوجه اليمنيون في مختلف المدن والقرى اليمنية نحو المحالّ والأسواق لشراء ما يستطيعون من المستلزمات الرمضانية، وسط تفاقم مستمر في مستوى الصعوبات الاقتصادية التي أثّرت في مستوى تلك التحضيرات وطبيعتها، فضلاً عن الأنشطة الأخرى التي ترافقها سنوياً.
وتشهد المناطق التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تدهوراً متواصلاً لقيمة العملة المحلية (الريال) مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سبّب غلاءً غير مسبوق في أسعار مختلف المتطلبات الرمضانية، ما أثّر بكمية ونوع المتطلبات التي يقبل عليها المواطنون في مثل هذه الأيام من كل عام، كما يقول يمنيون لـ"العربي الجديد".
وتستقر قيمة الريال في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" الحوثيين، ومع ذلك يشكو المواطنون من صعوبات أثّرت في استعداداتهم لاستقبال رمضان، كغلاء الأسعار وشحّ السلع وانقطاع رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الجماعة منذ عام 2016.
ويتباطأ هذا العام إيقاع الحركة في الشوارع والأسواق التي كانت تزدحم بالمواطنين الباحثين عن السلع الرمضانية التي اعتادوا شراءها بكميات كافية وجودة عالية في سنوات ما قبل الحرب المندلعة منذ عام 2014.
ويستنفر المواطنون في مدينة تعز وسط اليمن، وهي الأكثر سكاناً وفقراً وبطالة وتردّياً معيشياً، قدراتهم المادية المتواضعة وجيوبهم المنهكة، ويتوجهون نحو المحالّ والأسواق لشراء بعض السلع والمتطلبات الرمضانية التي تشهد شحّاً وغلاءً حاداً.
يفوق الوضع المعيشي الصعب في محافظة تعز صعوبة حال المدن اليمنية الأخرى، وذلك بفعل الحصار المفروض منذ عام 2015 من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين على المحافظة.
ويقوم المواطنون في محافظة تعز وسط اليمن بتحضيرات تكاد تفوق وضعهم المعيشي والاقتصادي في مسعى لصناعة الفرحة بحلول شهر رمضان، الذي يُعَدّ في نظرهم محطة سنوية لتناسي أوجاع الحرب والدمار والموت وتبعات إغلاق الطرق الرئيسية للمدينة من قبل جماعة الحوثيين ورفض الآخيرة للمساعي المحلية والدولية الرامية إلى فتحها.
ومضت الاستعدادات الرمضانية هذا العام في تعز مثقلة بالمتغيرات الاقتصادية الحاصلة، ولا سيما تدهور العملة الوطنية وغلاء الأسعار ونقص الإمدادات جراء أحداث البحر الأحمر واستهداف الحوثيين للسفن المرتبطة بإسرائيل، رداً على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي السياق، يقول المواطن عبد الجليل العوني لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يعد بإمكان المواطنين جلب كميات كافية من متطلبات رمضان"، مضيفاً أنه "لو خرج المواطن وفي جيبه 100 ألف ريال (60 دولاراً أميركياً) لعاد إلى المنزل وفي يده كيس صغير".
وأشار إلى أنه "في ظل هذه الأوضاع ينتظر الناس المعونات الغذائية، كذلك لم يعودوا يخرجون إلى الأسواق ويتزاحمون كما كانوا في السابق".
ويقلّ إقبال المواطنين على شراء السلع الرمضانية التي تتكدس في الأسواق لعجز الناس عن شرائها، وهو ما يشير إليه الناشط خبيب أحمد، موضحاً لـ"العربي الجديد": "أصبح المواطن يخرج إلى السوق ويشتري المتطلبات الأساسية جراء غلاء الأسعار وتزايدها المتواصل".
وأضاف أن "تركيز البسطاء اقتصر على شراء الدقيق والقمح والسكر والأرز، ولم يعد يشتري بقية المتطلبات الرمضانية سوى الميسورين".
بدورها، تجد المواطنة الشابة باسكل الهمداني فرقاً كبيراً بين الاستعدادات الرمضانية سابقاً وحالياً، مضيفة في تصريحات لـ"العربي الجديد": "كنا سابقاً نشتري التمور ومتطلبات السبموسة والباجية والمحلبية وغيرها من المأكولات والمشروبات".
وزادت: "لكن تدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وانهيار العملة وانقسامها، جعلت من توفير المتطلبات الرمضانية أمراً صعباً، وأضحى المواطن يوفر الأشياء الأساسية ويتجاهل بقية المتطلبات الرمضانية ويعتبرها من الكماليات".
ويوافقها الشاب أحمد الخطيب، مؤكداً في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أثّرت في مستوى حفاوة استقبال رمضان، مضيفاً: "كنا نستقبل رمضان بكل حفاوة ونشتري الكريم كراميل والجيلي وغيرهما، لكن غلاء الأسعار أثّر كثيراً في تلك الاستعدادات والحفاوة".