[ مستوطنون مع شرطة الاحتلال عند مدخل "ترمس آية" بالضفة في 21 يونيو/حزيران الماضي (الأوروبية) ]
أوردت "مجلة إيكونوميست" البريطانية تقريرا من الضفة الغربية المحتلة قالت فيه إن المستوطنين هناك يسببون الفوضى، وإن أعمال العنف التي يرتكبونها والجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين قد زادت بشكل حاد منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى أنه بسبب هذا العنف فإن الضفة تقترب من نقطة الغليان.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين قتلوا في الضفة ما لا يقل عن 155 فلسطينيا منذ هجوم حماس الشهر الماضي، مشيرة إلى أن ذلك يُعتبر ارتفاعا كبيرا عن معدل القتلى في الشهور والسنوات القليلة الماضية.
أكثر فتكا بالفلسطينيين
وقالت المجلة إن العام الماضي كان الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة منذ 20 عاما، إذ أصبحت جماعات المستوطنين أكثر جرأة وكثف الجيش غاراته على البلدات والمدن الفلسطينية. ولكن منذ السابع من الشهر الماضي ساءت الأمور بشكل كبير. وبالمعدل الحالي، ستكون الأسابيع الأربعة التي أعقبت "طوفان الأقصى" أكثر فتكا بالفلسطينيين في الضفة من العام الماضي بأكمله.
وذكرت أن الحرب في غزة أثارت بعض الجماعات الأكثر عنفا من المستوطنين في الضفة. فالبعض ينتقم من هجوم حماس، وآخرون يستغلون انشغال الجيش في غزة والجبهة الشمالية مع لبنان. ونتيجة لذلك، يشعر الفلسطينيون في الضفة بأنهم أكثر عرضة للخطر من المعتاد.
ففي قرية قصرة الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس، قتل المستوطنون 4 فلسطينيين في 11 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم. واليوم التالي، خلال موكب جنازة للشهداء الأربعة قُتل اثنان آخران برصاص المستوطنين.
الجنود يتعاونون مع المستوطنين
وما تغير الأسابيع القليلة الماضية، كما تقول إيكونوميست، أنه يبدو أن عناصر من الجيش والمستوطنين العازمين على العنف قد تعاونون، وإن الجنود الذين كانوا مكتوفي الأيدي من قبل، ولم يفعلوا أي شيء، الآن ينضمون إلى المستوطنين في هجماتهم.
وقالت المجلة إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أسعدت المستوطنين بتخصيصها مبالغ كبيرة لتشييد طرقهم، والتي يُمنع الفلسطينيون منها عموما. ونادرا ما يُعاقب المستوطنون على بدء العنف. فعلى سبيل المثال اجتاحوا في يونيو/حزيران الماضي قرية ترمس آية الفلسطينية، وأشعلوا النار في المنازل والسيارات. ورغم وصف ضابط إسرائيلي ذلك بـ "الإرهاب" فإنه لم يتبع ذلك عواقب وخيمة.
ولفتت إيكونوميست إلى أن بعض المسؤولين الفلسطينيين والمراقبين الأجانب ظلوا يحذرون لسنوات من انتفاضة ثالثة، ويخشون الآن أنها قد أوشكت على الاندلاع.
أما توفيق طيراوي قائد الأمن الفلسطيني السابق الذي تربطه علاقات قوية بمخيمات اللاجئين في الضفة -والذي اختلف مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس– فيقول "لقد انفجرت بالفعل، الناس ممتلئون بالغضب والروح الثورية".
خطة لطرد الفلسطينيين من الضفة
ويقول بعض النشطاء الفلسطينيين إن الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة المستوطنين، تريد إخلاء الضفة من سكانها الفلسطينيين، ويدللون على ذلك بأن هناك 13 قرية فلسطينية بالقرب من مدينة الخليل الكبيرة، هجرها بعض سكانها نتيجة لتهديدات عنف المستوطنين، ويشيرون إلى أن العديد من الفلسطينيين يرون هذا العنف جزءا من خطة لطردهم نهاية المطاف من الضفة تماما.
وتقول إيكونوميست إن السلطة الفلسطينية، التي من المفترض أن تدير أجزاء من الضفة، عاجزة إلى حد كبير عن حماية المدنيين الفلسطينيين، وإن كبار مسؤوليها يعارضون بشدة احتمال اندلاع انتفاضة أخرى خوفا من أن يمنح ذلك حماس فرصة لتصبح القوة الفلسطينية المهيمنة في الضفة المحتلة.
واختتمت المجلة تقريرها بقول أحد المسؤولين الفلسطينيين المخضرمين إنه يخشى أن يؤدي حادث واحد إلى اندلاع انتفاضة، مضيفا "أشم رائحة الدم في الضفة. لا أعرف أين سيكون، لكنه قادم: المستوطنون سيفعلون شيئا فظيعا".