[ لحطة توقيع رغد جمال اصدارها "الخيمة" ]
تتأمّل الكاتبة اليمنية رغدة جمال، في قصّة "الخيمة" (دار "عناوين بوكس"، 2023)، المتغيّرات السياسية والاجتماعية في بلادها منذ الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في كانون الثاني/ يناير 2011، مطالبةً بالعدالة وإنهاء الاستبداد والفساد، لتنتهي بإقصاء الثوّار الحقيقيين وتَلاعب السياسيين والتدخُّل الخارجي في شوون اليمن.
يضيء العمل فترةً تَشارك فيها شباب الثورة حلمَ النصر ووجع الخسارة عبر سرد طويل تتناوب عليه الشخصيات الأربع الرئيسة: نشوان، وأروى، وسيف، وأحلام، عبر التسجيل الذاتي للأحداث، حيث كلّ فصل من فصول القصّة الطويلة يُفتتح بمقطعية شعرية حماسية ممّا كان يُنشد ويُغنَّى في مسامرات الثوار.
في حديثها إلى "العربي الجديد"، تقول جمال، التي أصدرت كتابها السردي الجديد بالعربية بعد نشر مجموعتين شعريتين بالإنكليزية: "كَوني صحافية، فدائماً ما أفكّر أولاً بالجمهور المستهدَف للمادة التي أودّ كتابتها، وبناءً على ذلك أختار اللغة التي سأكتب بها. هذه المرّة، قرّرتُ كتابة 'قصة الخيمة' باللغة العربية، لأنّي أريد للشباب اليمني، وتحديداً فئة الناشئين الذين يعانون ويلات ما يحدث الآن في اليمن، أن يفهموا ما الذي كان يحدث لِمَن كان في مثل عمرهم قبل ما يقارب 12 عاماً".
وتشير إلى أنها بيّنت ذلك على الغلاف الخارجي للقصّة حين كتبت: "يُقال لفتى يمني إن مَن كان في ذات عمره قبل سنوات مضت عاش رغد الحياة.. ومَن خرجوا ليهتفوا بإسقاط النظام كانوا سبب الحرب التي يعاني ويلاتها الآن.. لكنّ الأمر ليس كذلك! هذا الفتى يستحقّ أن يعرف ما كان يحدث لِمَن في عمره إبّانها".
وتتابع جمال: "العمل يتحدّث من خلال منظور الشباب المستقلّ سياسياً، الذي نزل إلى ساحات الاعتصام، وشارك في إشعال فتيل الثورة وهو لا ينتمي لأيّ حزب سياسي، وعن أولئك الثوّار الحالمين قبل مشاركة الأحزاب السياسية للثورة وتبعات تلك المشاركة؛ هذه الفئة تم تغييبها تماماً، سواءً إعلامياً أو أثناء المشاركة خلال مؤتمر الحوار الوطني، وحالياً يتمّ لومهم أنهم سبب ما يحدث! لهذه الفئة أهديتُ القصّة، ومن منظورهم تمّتْ كتابتُها".
ومن ناحية المضمون والمستوى الفنّي لقصّة "الخيمة" في سياق ما كُتب من سرد حول الأحداث في اليمن خلال العقد الأخير، ترى أنه "للأسف الشديد، فإن ما كُتب حول الأحداث السياسية الحديثة في اليمن قليلٌ جدّاً، يكاد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. لذا نحن بحاجة لرفد المكتبة اليمنية أكثر في ما يتعلّق برواية هذا الجانب تحديداً". وتضيف: "التزمتُ بمعايير كتابة القصّة من حيث وحدة الموضوع، محورية الحدث الرئيسي، مركزية المكان وقلّة عدد الشخصيات. كما تتخلّل القصّة، التي يرويها أربعة رواة، مقاطع من أناشيد كانت تتردّد على مسامع قاطني ساحات الاعتصام بشكل متواصل، في محاولة منّي لإضفاء ذات الروح التي عاشها الشباب في الساحات".
يُذكر أن رغدة حمال صحافية وشاعرة يمنية تكتب في المجال الثقافي والفنّي منذ عام 2008. أصدرت بالإنكليزية مجموعتين شعريتين؛ الأولى بعنوان "تائهة بين طيّات حكاية" (2011) ، والثانية "عن ثورةٍ ما" (2012).