شهدت مدينتي سيئون والمكلا، الثلاثاء فعاليات فنية وخطابية بمناسبة الذكرى التاسعة للهبة الحضرمية وما بات يطلق عليه في حضرموت بـ "اليوم الوطني" والذي يصادف الـ 20 من ديسمبر من كل عام.
وتأتي هذه الفعاليات بالتزامن مع تصعيد لمليشيا الإنتقالي الهادفة للسيطرة على المحافظة التي تعيش استقرارا نسبيا في الوقت الذي التي لا تزال خارج سيطرة مليشيا الإنتقالي المدعومة إماراتيا والتي تسعى لإنفصال جنوب البلاد عن شماله، فيما ترتفع الأصوات الحضرمية المطالبة بإقليم منفصل ومهددة بذات الوقت بالإنفصال كدولة مستقلة دون بقية محافظات الجنوب.
وقال الشيخ عبدالله صالح الكثيري، بأن اليوم الوطني 20 ديسمبر يؤسس لقضية محورية لحضرموت واهلها. مضيفا: "اليوم ننطلق في الطريق الذي لابد ان نصل الى تحقيق الغاية المنشودة ، ونستشرف الماضي المشرق لحضرموت ليكون حاضرا لنا.. اليوم يتوجب ان نكون احفاد لأجدادنا العظماء وها هي تنطلق جموع الحضارم لإعادة امجاد الحضارم واستعادة هيبتها".
ولفت الكثيري إلى أن "هناك العديد من الاحتفالات والمهرجانات التي تنتهي في وقت قصير ، لكن احتفال اليوم هو رسالة بأننا عازمون على بناء الوطن الحضرمي ، كوننا في مرحلة البناء والعمل".
وأكد الشيخ الكثيري على أن مطلب حضرموت اقليم بكامل الصلاحية مطالبا الحكومة والرئاسي بتحقيق مطالبهم بإقليم مستقل في الوقت الذي هدد بأنه في حالة عدم الإستجابة لمطالبهم فإن "حضرموت ستتجه لدولة مستقلة".
وقال الشيخ صالح بن حريز قائد الهبة الحضرمية بمخيم العيون بأن "التاريخ سجل هذا اليوم بدم الشهيد الشيخ سعد بن حبريش ومستعدين ان نمضي على درب الشيخ سعد". لافتا إلى أن كل الشعارات المرفوعة برز فيها اللون الاحمر وهو إشارة ان الدرب شائك للوصول للغاية.
وأكد بن حريز، أن الجميع على اتم الاستعداد لخوض التضحيات لأجل حضرموت، مشيرا إلى أن "اعداء الحضارم لن يستطيعوا انهاء تاريخ حضرموت الراسخ في الجذور".
وطالب بن حريز، من كل ابناء حضرموت التكاتف ورص الصفوف ، في الوقت الذي خاطب قيادة السلطة بالمحافظة والوزراء في الحكومة من أبناء حضرموت بـ "العمل على الحد من نهب ثروات المحافظة التي لم يرى المواطن منها شيئا ملموسا في الخدمات العامة".
وخلال الفعالية، أكد وكيل وزارة الإدارة المحلية عصام حبريش الكثيري في كلمة له، أن حضرموت تشهد اليوم ميلادا جديدا يتطلب التكاتف من جميع أبناء حضرموت وأن يكونوا يدا واحدة لتحقيق "دولة حضرموت" على أرض الواقع بدلا من المطالبة بإقليم حضرموت لما تمتاز به حضرموت من مقومات دولة..
ودعا الكثيري، ابناء حضرموت جميعا بكل مكوناتهم واطيافهم إلى ترك الخلافات جانبا والتوحد حول حضرموت ونصب اي عداء لأي مكون حضرمي مؤكدا أن حضرموت لديها كوادر قضائية ومدنية وأمنية وعسكرية تستطيع إدارة شؤون المحافظة وتوفير العيش الكريم لأهلها .
ونوه الوكيل الكثيري أن "أعداء حضرموت لن يرضوا أن يستعيد الحضارم دورهم الريادي والاستفادة من ثرواتهم في تحسين الخدمات والتعايش بسلام، كونهم يؤرقون مصالح المفسدين الذين مازالوا يعتقدون أن حضرموت بقرة حلوب لمصالحهم الشخصية".
بدوره، عبر وكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء عبدالهادي التميمي عن إرادة كل الحضارم الرافضة للولاء والتبعية والتهميش والاقصاء.
وفي مدينة المكلا عاصمة المحافظة، نظم حلف قبائل حضرموت ، احتفالا بمناسبة ذكرى الهبة الحضرمية، وما يسمى بـ "يوم حضرموت الوطني".
وحضر الفعالية الإحتفائية، رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش العليي وعدد من وكلاء المحافظة والمديرين العامين للمكاتب التنفيذية بالمحافظة والمديريات والقيادات العسكرية والأمنية, ومقادمة القبائل والمناصب والشخصيات الاجتماعية وعدد من قيادات مؤتمر حضرموت الجامع والهيئات التنفيذية في المديريات وجمع غفير من المواطنين.
واكد الشيخ عمرو بن حبريش، "أن الاحتفال بهذه اليوم يعد لحظة فارقة في تاريخ حضرموت الأرض والانسان, وامتداد لنضالات سبقت للآباء والأجداد في مواجهة الظلم والاستبداد وكسر حواجز الصمت والخوف مؤكدًا بأن حضرموت في هذا اليوم انتصرت لنفسها على الذل والمهانة واستعادت المكانة والكرامة".
وقال بن حبريش، في كلمة له خلال الفعالية، "هذا اليوم يعد قاعدة الانطلاقة, منها جمع الكلمة ورص الصفوف, وثار المجتمع وتمت السيطرة على الأرض والثروة كجزء من الأهداف ومنها تحرير ساحل حضرموت من قوى الشر والارهاب وتحقيق الكثير من الإنجازات".
وأوضح أن هذا اليوم, لـ "كل حضرمي لا لفئة أو حزب أو مكون أو قبيلة أو جماعة , فقد شارك في هذا اليوم الجميع على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم, منوهًا إلى أن الأهداف التي رسمناها نحتفل بما تحقق منها, ونناضل لأجل إكمال ما تبقى, وكذا ما يرتبط بالحالة المعيشية لمواطنينا في حضرموت من جور الاسعار وتردي الخدمات والذي تتطلب من كافة الجهات المعنية المحلية والمركزية التدخل لحلها".
ولفت الشيخ بن حبريش إلى أن "مواقفنا نستمدها من أهداف حلف قبائل حضرموت ومخرجات مؤتمر الجامع , وهي مبادئ ثابتة , ولن نحيد عنها".
وأضاف: "أننا طرف مستقل ولا نعمل لصالح أي أهداف خارج حضرموت حزبية أو دولية, مقدرًا عاليًا جميع الأطراف ونحترم لهم وجهات نظرهم, وليس لنا عداوة مع أي طرف, وسنواجه كل من يعمل ضد أهدافنا وله نوايا وأطماع في حقوقنا ويسلب كرامتنا في أرضنا".
واستطرد قائلًا : " نحن أحرار حضرموت مختلفين في نضالاتنا وتعاملاتنا بقدر سمو مواصفاتنا الحضرمية النبيلة الموروثة لم نكن يومًا عامل مستأجر لأهداف الغير, ولم تغرنا رذائل الدنيا ومغرياتها.. أهدافنا أسمى وأكبر واشمل من كل هذا".
وحيا الشيخ بن حبريش "الادوار البطولية لكل فئات حضرموت وجميع الأطراف على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم التي شاركت بفعالية في هذا الحدث الحضرمي".