[ بيان الاتحاد الأوروبي وردود فعل اطراف اليمن ]
لاقى بيان الاتحاد الأوروبي الأخير بشأن اليمن، ردود فعل متباينة من قبل مختلف أطراف الصراع في اليمن الذي يشهد حربا مدمرة منذ ثمان سنوات.
والاثنين الماضي، أكد الاتحاد الأوروبي في بيان له التزامه بسلامة الأراضي اليمنية وبالحاجة إلى تسوية شاملة، كما أكد دعمه الكامل لجهود رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
ودعا جميع الأطراف، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، والحوثي إلى الإقرار بالأهمية الجوهرية لوحدة مجلس القيادة الرئاسي من أجل السلام المستدام في اليمن.
ترحيب حكومي
وفي السياق رحبت الحكومة اليمنية بالبيان الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية المتضمن التزام الاتحاد بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعمه الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ووحدة المجلس الرئاسي، وجهود السلام والتسوية الشاملة التي تقودها الامم المتحدة في اليمن.
وقالت الحكومة في بيان "نرحب بإعلان الاتحاد الاوروبي زيادة دعمه وتدخلاته الانسانية والانمائية للعام المقبل، ودعوته مجتمع المانحين الى مضاعفة تعهداتهم المالية وضمان عمل انساني وانمائي أكثر فعالية.
وجدد البيان التزام الحكومة اليمنية بنهج السلام العادل والشامل وفقا للمرجعيات المتفق عليها وطنيا واقليميا ودوليا، ومواصلة التعاطي الجاد والمسؤول مع كافة الجهود الرامية لتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة وانهاء الانقلاب على الإرادة الشعبية والشرعية الدستورية المعترف بها دوليا.
ولفتت الحكومة إلى أن مجمل الانتهاكات المقلقة التي أشار إليها بيان الاتحاد الاوروبي هي نهج متأصل في ممارسات ومعتقدات المليشيات الحوثية الارهابية، التي تفوقت فيها على كافة المنظمات والجماعات المصنفة على لوائح الارهاب الاوروبية والدولية، بما في ذلك الحرس الثوري الايراني ومليشياته الارهابية في المنطقة.
وقال البيان الحكومي، إن اقرار المليشيات الحوثية بارتباطاتها الوثيقة بشبكات الارهاب والعنف في المنطقة، وتبنيها للاعتداءات الممهنجة على البنى التحتية في الداخل اليمني، ودول الجوار والمياه الاقليمية والدولية، وسحقها للمكاسب النسبية في مجال حقوق الانسان خصوصا للنساء والاطفال، يتطلب موقفا دوليا حازما بتصنيف هذه المليشيات منظمة ارهابية عالمية كخيار سلمي لجلب السلام والاستقرار والمستقبل الافضل الذي يستحقه اليمنيون جميعا.
مخيب للآمال
من جانبه أعرب المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا عن امتعاضه من بيان الاتحاد الأوروبي، بخصوص اليمن ودعمه لمجلس القيادة الرئاسي، مطالبا المجلس الانتقالي بالعمل على وحدة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي، وهو ما اعتبره المجلس الانتقالي، على عكس ما أراده البيان، إضرارا بتماسك المجلس الرئاسي.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري "تابعنا في المجلس الانتقالي الجنوبي البيان الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي، وعليه يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن ما ورد من إشارة إلى المجلس الانتقالي في البيان بخصوص وحدة مجلس القيادة الرئاسي، كان في سياق سلبي غير صحيح ومخيب للآمال".
وأضاف: "إذ يعرب المجلس الانتقالي الجنوبي عن رفضه لأي تصريحات أو تلميحات من شأنها الإضرار بتماسك مجلس القيادة الرئاسي والإخلال بالشراكة التي نتجت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي، يؤكّد على ضرورة احترام القضايا الوطنية والسياسية التي قامت عليها الشراكة، وفي طليعة ذلك قضية شعب الجنوب وحقه في الاستقلال".
من جهتها أعربت الكتلة الوزارية التابعة للانتقالي عن أسفها لما سمته الإشارات السلبية لبيان الاتحاد الاوروبي الذي يدعو الاطراف اليمنية، بما في ذلك الانتقالي إلى الاقرار بأهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي.
وقال بيان للكتلة الوزارية للمجلس في الحكومة إنه يأسف للتلميح السلبي إلى دور ممثل الجنوب حول الاشارات السلبية بوجود تباينات داخل مجلس القيادة الرئاسي، وزعم أن الانتقالي حرص منذ تشكيل الحكومة للعمل بروح الفريق الواحد لضمان توفير الامن والاستقرار وانسيابية الخدمات.
واتهمت الكتلة جهات - لم تسمها- باستغلال الثقة التي منحت لها لكي تقدم معلومات مغلوطة لا تخدم الشراكة التي تأسست على مداميكها حكومة والتوافق الذي خلصت اليه مشاورات الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.
وزعمت أن بيان الحكومة المرحب ببيان الاتحاد الأوروبي أصدر بدون توافق او تروي.
صدى للموقف الأمريكي
بدورها اعتبرت جماعة الحوثي، بيان الاتحاد الأوروبي بشأن اليمن، مجرد صدى للموقف الأمريكي.
وقال هشام شرف وزير الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها) إن الموقف الأوربي غير مستقل هو مجرد صدى للموقف الأمريكي، في تعليق على بيان مجلس الاتّحاد الأوروبي.
وتابع البيان" لقد كان الأحرى بالاتحاد الأوروبي وقد دعا في مقدمة بيانه لاحترام سيادة واستقلال اليمن أن يدين ما سماه "العدوان الأمريكي السعودي" على اليمن والاحتلال لأراضيه.