أعلنت واشنطن رسميا عن حقيقة دور أبوظبي في العملية العسكرية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت اليمنية بما يفند مزاعم «أنور قرقاش» وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية حول تحرير المكلا من تنظيم القاعدة.
وتحدث «قرقاش» في تغريدات سابقة عن دور القوات المسلحة في حضرموت والمكلا للمرة الثانية خلال أيام، قائلا: إن «عملية تحرير المكلا من القاعدة، ناجحة بكل المقاييس، وقواتنا المسلحة تميزت بالتخطيط والأداء».
وأضاف: «تحرير المكلا ضربة موجعة للإرهاب، وعناصر القاعدة لم يتسن لها فرصة الهروب في ظل الخطة المحكمة التي أغلقت المنافذ في منطقة وعرة لا ترحم الخاسر»، بحسب ما نقلت مواقع إماراتية.
وتابع أن القوات الإماراتية تعاملت مع العملية المعقدة بمهنية عالية وتخطيط صبور وشجاعة فائقة، معتبرا أن انتصار المكلا يضاف إلى سجل جيشنا المشرف من النجاح والإنجاز».
وزعم «قرقاش» وجود علاقة بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين التي يمثلها حزب الإصلاح اليمني، قائلا «وجدنا في المكلا أدلة حقيقية وملموسة عديدة للتعاون والتنسيق بين الإخوان المسلمين والقاعدة، وقناعتنا واضحة بشأن تحالف الانتهازية والإرهاب».
وفندت واشنطن هذه المزاعم، حيث أعلنت الجمعة، عن نشر عدد من مقاتليها في اليمن، لدعم القوات الإماراتية في محاربة عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية في مدينة المكلا، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون).
وقال متحدث الوزارة الأمريكية (البنتاغون)، النقيب «جيف ديفيس»، شاهدنا خلال الأشهر العديدة الماضية، تنامياً مقلقاً لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باليمن».
ورفض «ديفيس» في الموجز الصحفي للوزارة، (عقده من واشنطن)، أن يفصح عن عدد المقاتلين الذين تم نشرهم، إلا أنه وصف الامدادات بأنها عدد قليل من الأشخاص، الذين ذهبوا لتقديم ما وصفه بدعم استخباري، إضافة إلى المساعدة في التخطيط العملياتي للقوات الإماراتية المتواجدة في محافظة حضرموت، وفقاً لتعبيره.
كما أشار متحدث البنتاغون، إلى أن وجود القوات الأمريكية في اليمن لم يتعد الأسبوعين، مؤكدا أن العمليات بمدينة المكلا تقودها القوات اليمنية، التي تدعمها قوات إماراتية، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
وكشف «ديفيس»، أن بلاده «تقدم مساعدة للقوات الإماراتية، تتمثل في المراقبة، والاستطلاع الاستخباري الجوي، والدفاع البحري، والعمليات الأمنية، والدعم الطبي، والتزود الجوي بالوقود».
وكانت واشنطن قد سحبت آخر قواتها من اليمن العام الماضي، بعد أن سيطر الحوثيون على البلاد.
وكان مسؤولون أمريكيون كشفوا مؤخرا عن طلب أبوظبي مساعدة الجيش الأمريكي في المعركة الدائرة ضد تنظيم القاعدة في اليمن والتي تكللت بانتصار القوات الأمريكية في حضرموت والمكلا على التنظيم.
ولم تعثر واشنطن بحسب مصادر أمريكية على أي رابط بين الإخوان والقاعدة على عكس «قرقاش» الذي زعم أن تحرير حضرموت كشف عن هذه العلاقة.
وأعلن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب، السبت الماضي انسحابه من ميناء المكلا في اليمن بعد أسبوع من سيطرة الحكومة وجنود إماراتيين على المدينة التي استخدمتها عناصر التنظيم لجمع ثروة طائلة وسط فوضى الحرب الأهلية.
وقال التنظيم إنه انسحب من الميناء الواقع على الساحل الجنوبي لليمن لإنقاذه من الدمار وإن عددا محدودا من أفراده قتل.
وكانت المكلا مركزا لدويلة غنية على ساحل بحر العرب أسسها تنظيم «القاعدة» على مدى العام الماضي في استغلال للصراع بين الموالين للحكومة المدعومين من «التحالف العربي» وقوات «الحوثيين» المدعومة من إيران.
وتشن القوات الحكومية والإماراتية المتمركزة في عدن على بعد نحو 40 كيلومترا من المكلا هجمات برية على المدن التي تسيطر عليها «القاعدة» على طول الساحل اليمني.