[ الدعية اليمني أبوبكر العدني المشهور ]
عالم وداعية صوفي يمني، ولد في محافظة أبين وعمل مدرسا في بلاده، ثم هاجر إلى المملكة العربية السعودية وأمضى فيها 12 عاما خطيبا وإماما في مساجد جدة، قبل أن يعود إلى اليمن، وفي آخر أيامه سافر إلى الأردن للعلاج وتوفي هناك.
هو أبو بكر بن علي المشهور العدني، ينتمي إلى آل باعلوي من حضرموت في شرق اليمن، المعروفة بمقاومتها للاستعمار البريطاني.
يعدّ من أبرز قيادات التيار الصوفي في اليمن، ويقول عنه موقعه الرسمي على الإنترنت إن نسبه ينتهي إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
المولد والنشأة
ولد أبو بكر بن علي المشهور في مدينة أحوَر بمحافظة أبين (جنوبي اليمن) عام (1947م-1366هـ) في أسرة توارثت العلم أبا عن جد.
أمضى طفولته في مدينتي أحور والمحفد، وتلقى تعليمه الأولي على يد أبيه العالم والداعية علي بن أبي بكر بن علوي المشهور، الذي كان مفتيا لمدينة أحور، كما تتلمذ على كثير من شيوخ مدينته ومدن أخرى يمنية.
الدراسة والتكوين العلمي
درس أبو بكر المشهور المرحلة الابتدائية في مدينتي أحور والمحفد، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة عدن.
حفظ القرآن على يد والده، وتلقى عنه بعض العلوم الشرعية واللغوية في "المدرسة الميمونة" ببلدة أحوَر.
تتلمذ أيضا في العلوم الشرعية على مجموعة من علماء أحوَر وعدن وحضرموت.
تنقل في طلب العلم بين أحور وتريم وعدن وأخذ عن مشايخها وأبرزهم الشيخ محمد بن سالم البيحاني.
جمع في تعليمه بين التقليدي الذي يعتمد التلقي المباشر والشفهي عن الشيوخ، والتعليم الأكاديمي المعاصر إذ تخرج في قسم اللغة العربية في كلية التربية بجامعة عدن، وحصل منها أيضا على شهادة الدكتوراه في الفقه.
التجربة الدعوية والعملية
عمل أبو بكر المشهور مدرّسا منذ شبابه، فدرّس في "المدرسة الميمونة" بأحوَر، ثم ببعض المدارس الثانوية في عدن بعد تخرجه في الجامعة.
وتنقل في عمله بين مناطق متعددة منها أحور والمحفد وعدن، وكان معلما في معهد إعداد المعلمين.
هاجر إلى المملكة العربية السعودية عام (1980م-1400هـ)، وهناك درس من جديد على أيدي علماء أبرزهم عبد القادر بن أحمد السقاف، ومحمد علوي المالكي، ومحمد بن أحمد الشاطري، ومارس الإمامة والخطابة في مساجد مدينة جدة.
بعد 12 عاما في السعودية عاد إلى اليمن عند إعلان الوحدة بين شطري البلاد (الجنوب والشمال) في بداية تسعينيات القرن الماضي، وتفرغ للدعوة والوعظ والإرشاد.
أنشأ عشرات المعاهد التربوية التعليمية تحت مسمى "أربطة التربية الإسلامية"، وهي مواقع يأوي إليها طلاب الجامعات ومدارس التعليم الأساسي والثانوي، ويُقَدم لهم فيها المسكن والمأكل بإسهام من كثير من المتطوعين والمتبرعين.
أسس أبو بكر علي المشهور أيضا بعض مراكز الدراسات والأبحاث في أنحاء اليمن، وكانت له رحلات عديدة إلى مصر والشام والأردن وسريلانكا وغيرها من البلاد، وأخذ عن كثير من علمائها.
أسس جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية التي بدأت عملها في عام 2016 في حضرموت.
عمل على بعض المشاريع الدعوية والعلمية الخاصة، وأطلق عليها تسميات مثل "فقه التحولات" و"سنة المواقف" و"سنة الدلالة"، ويعدّها أنصاره إضافة محمودة في علم فقه الدعوة.
المؤلفات والإنجازات
له مؤلفات في مجالات عدة، وعرف عنه أيضا أنه مارس الرسم والفن التشكيلي، وكتب في الفكر والتربية وفقه الدعوة والتاريخ والتراجم والسِيَر والفقه والأدب، ومن مؤلفاته:
الأسس والمنطلقات في تحليل غوامض سنة المواقف وفقه التحولات.
إحياء لغة الإسلام العالمية.
دوائر الإعادة ومراتب الإفادة.
سلسلة أعلام مدرسة حضرموت.
المستشرقون والتنويريون.
المناصرة والمؤازرة.
مستجدات فقه الدعوة إلى الله في المرحلة المعاصرة.
فقه الدعوة للمرأة المسلمة.
وله دواوين شعرية منها: المورد العذب، الحواشي، الوشاح الأحمر، بكاء القلم.
وألف قصصا وروايات منها: مدينة الفحارير، الخروج من الدائرة الحمراء، الحفر على جدار الذكريات.
ومن مؤلفاته في التاريخ: الطرف الأحور في تاريخ مخلاف أحور.
الوفاة
توفي يوم الأربعاء 27 يوليو/تموز 2022 في أحد مستشفيات العاصمة الأردنية (عمان)، بعد رحلة للعلاج من مرض عضال.