يتعثر الأمل بحل الصراع في اليمن بقضايا عدة؛ كان آخرها فشل المفاوضات في العاصمة الأردنية عمّان، بما يتعلق بفتح معابر في مدينة تعز جنوب شرقي البلاد، والتي يعاني سكانها من الحصار.
غير أن مصادر استخباراتية فرنسية كشفت أخيرًا عن مفاوضات سرية بين السعودية وجماعة الحوثي بوساطة عُمانية.
يتضمن المقترح إقامة منطقة عازلة بطول 3 آلاف كيلومتر على الحدود اليمنية السعودية. كما تسعى المباحثات إلى تمديد وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ منذ أبريل/ نيسان الماضي.
"تخطط لاجتماع مباشر"
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصدرَين أن عُمان تسهل المحادثات بين كبار المسؤولين من الطرفين، وتخطط لاجتماع مباشر في مسقط إذا أُحرز تقدم كاف.
ويلفت المصدران إلى أن الطرفين يناقشان اتفاقًا طويل المدى لأمن الحدود، وأشارا إلى أن مخاوف الرياض المتعلقة بترسانة الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة لدى الحوثي لن تغيب عن المناقشات.
ووُصفت مسقط، التي تُعتبر الوجهة الدبلوماسية بين الجارتين السعودية واليمن، بدبلوماسيتها الخفية في تحريك أطراف الصراع على كراسي الحوار، وبيدها ما يكفي للوساطة.
ويُدرج في هذا الإطار ثقة الأطراف المشاركة وعلى رأسها واشنطن، مع العلم أن للدولة خبرة في الملف اليمني منذ تأجج الصراع عام 2015، مع انتهاجها سياسة النأي بالنفس عن الحرب. وبالمقابل، كان لعُمان دور الاحتواء الإنساني وإمداد المساعدات.
"المعلومات قد تكون غير دقيقة"
تعليقًا على المعلومات بشأن المفاوضات، يؤكد الكاتب والباحث السياسي منيف عماش الحربي، أن الكثير من المصادر الغربية قد لا تكون دقيقة، حتى وإن كانت الاستخبارات الفرنسية.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من الرياض: إن الحوار اليمني اليمني أُقيم تحت مجلس التعاون، وشكل فرصة للحوثي لأن ينخرط في هذا الحوار، لا سيما وأنه انخرط سابقًا في الحوار اليمني الشامل الذي انتهى في يناير/ كانون الثاني العام 2014.
وينفي اعتقاده بوجود مفاوضات سرية، لافتًا إلى أن هذه المعلومات قد تكون غير دقيقة.
ويذكر بالدعم للمجلس القيادي الرئاسي، المعني بالتفاوض مع الحوثيين، باعتبار أن الحوثي فصيل سياسي يمني، مؤكدًا أن "الصراع في اليمن ليس بين الحوثي والسعودية، بل بين الحوثي وانقلابه على الشرعية اليمنية".