تحول خروقات الهدنة في اليمن من طرف مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح دون مرور المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة. وتم الإعلان عن الهدنة قبل نحو أسبوع تمهيدا لبدء المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 2216.
ويواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ مشاريعه الإغاثية في اليمن سواء قبل الهدنة أو بعدها، وقال المشرف العام للمركز على عبد الله الربيعة إنهم تمكنوا من توزيع مئة ألف سلة غذائية على المحتاجين في مدينة تعز التي تشهد خروقا للهدنة وكذلك محافظة صعدة.
وأضاف الربيعة -في حديث للجزيرة نت- أن المركز يعمل حاليا على تأهيل مستشفى مأرب، وزّود مستشفيات تعز بـ٤٥٠٠ أسطوانة أوكسجين كمرحلة أولى، كما تم تأهيل وتشغيل عدد من المراكز الصحية بمختلف المحافظات بواسطة منظمة الصحة العالمية، مع استمرار أربعة مستشفيات أهلية في عدن وكذلك مستشفى الروضة في تعز باستقبال المرضى والجرحى بعد توقيع المركز اتفاقات مع هذه المستشفيات.
وبعد أن أكد الربيعة وجود ثلاثة مراكز إيواء جاهزة حاليا لاستقبال النازحين عن طريق هذه المساعدات الإغاثية التي تشمل معظم محافظات اليمن، وخاصة تعز وصعدة وعدن والجوف والعاصمة صنعاء، أشار لوجود عوائق كثيرة تعترض إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية مثل حصار بعض المناطق بمدينة تعز، ومصادرة المواد الإغاثية وحتى الشاحنات التي تحمل المساعدات ذاتها في طريق صنعاء إب.
وأوضح مسؤول مركز سلمان للإغاثة أن إحكام السيطرة على الحديدة أدى لعرقلة المشاريع التي ينوي المركز تنفيذها، مع عودة المواجهات في البيضاء من قبل مليشيا الحوثي مما عطل أعمال فرق الإغاثة على الأرض.
وأشار لمشاركة جميع المنظمات الأممية التي وقع معها مركز الملك سلمان لتنفيذ برنامج المساعدات الإغاثية في اليمن بالإضافة إلى شراكات المركز مع منظمات دولية كالهيئة الطبية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، وعدد من منظمات المجتمع المدني الخيرية داخل الأراضي اليمنية.
من جهته، قال نائب وزير الصحة اليمني "إن الظروف لم تتحسن لإيصال الغذاء أو الدواء أو إرسال الفرق الطبية ومركبات الإسعاف في المناطق التي تشهد حروبا". وأشار عمر مجلي في حديث للجزيرة نت إلى أن الحوثيين لم يلتزموا بالهدنة بل حشدوا مزيدا من القوات، وشددوا الحصار في مناطق عدة خلال الهدنة كما أشعلوا الحرب أكثر من ذي قبل في مدينتي مأرب وتعز.
وأوضح مجلي أنه كان من المفترض أن تعمل الهدنة على تحسين الحالة الإنسانية للمواقع المتضررة في المدن اليمنية لتمكين المنظمات الأممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول للمناطق المحتاجة للغذاء أو الإمداد بأدوية الإسعاف الضرورية، لكنها واجهت صعوبات عدة حالت دون تمكنها من وصول المساعدات الإنسانية.
واعتبر أنه كان على المنظمات الدولية أن تعلن بشكل صريح عن أسباب الإعاقة التي واجهتها ومنعتها من تنفيذ مهمتها الإنسانية، خاصة عدم التزام مليشيا الحوثي بالهدنة مما أعاق الأعمال الإغاثية وحال دون تخفيف المعاناة التي يعيشها معظم اليمنيين.