حذرت وكالات ومنظمات إنسانية عاملة في اليمن من أن حدوث خرق للهدنة ووقف إطلاق النار، التي سرت منتصف ليل أمس، كما حدث في المرات السابقة، سيكون كارثياً.
وأعلنت 16 منظمة إنسانية عاملة في اليمن في بيان مشترك صدر أمس الأحد، أن بدء الفترة المعلنة في اليمن لوقف إطلاق النار والأعمال العدائية الدائرة في 10 إبريل/نيسان الجاري، "يأتي في لحظة حاسمة تقف فيها البلاد على حافة الهاوية"، محذرة أطراف الصراع من مغبة خرق هذه الهدنة.
وذكرت الوكالات والمنظمات الإنسانية في بيانها المشترك أن الحرب تجبر 6610 يمنيين على النزوح من منازلهم، وتوقع ما يقرب من 25 مدنياً بين قتيل وجريح بشكل يومي، مضيفة أن تقارير دولية أكدت أن مدرسة أو مستشفى في اليمن يتعرض لهجوم كل ثلاثة أيام، كما أن عدد الأطفال الذين يموتون يومياً جراء إصابتهم بأمراض -كان بالإمكان معالجتهم – قد ارتفع إلى 137 طفلاً، بما يمثل ازدياداً بمقدار 28 طفلا يومياً منذ بداية الحرب.
وأشار البيان إلى أن ما نسبته 82 بالمائة من اليمنيين (أي 21.2 مليون نسمة) "يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية". ففي غضون الشهرين الماضيين فقط، أجبر أكثر من 325 ألفاً و700 شخص على النزوح بسبب القتال الدائر في البلد، ما يعني أن العدد الإجمالي للنازحين قد ارتفع إلى 2.75 مليون شخص.
في السياق، أكد الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، بأن "هذه لحظة حاسمة بالنسبة لملايين المدنيين في اليمن"، معتبراً أن وقف إطلاق النار بمثابة خطوة أولى نحو إنهاء الأزمة الكارثية والمنسية القائمة".
وأضاف أن "انهيار وقف إطلاق النار يعني وجوب محاسبة المسؤول عن إراقة المزيد من الدماء". فالأرقام الصادرة عن التقارير الأخيرة تشير إلى أن "كل يوم يمر مع استمرار الحرب يعني يوما جديدا من القتل الواسع والتهجير واليأس".
من جهته، أوضح مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن سجاد محمد ساجد، بأن "الدمار الواسع الذي يستهدف منازل ومصانع ومدارس ومشافي اليمنيين سيتطلب عقوداً لإعادة إعماره"، مشيراً إلى أن تدمير النسيج الاجتماعي وتعرض ملايين الأبرياء للصدمة سيستغرق وقتاً طويلاً من العلاج.
وأضاف ساجد: "على مدى العقود الثلاثة الماضية التي عملنا فيها باليمن، لم نشهد أزمة بهذا الحجم. فالحصار والحرب وكذلك الأزمة المالية والمصرفية التي تعصف بالبلاد تنذر بخطر دفع الملايين نحو المجاعة".
وتجدد الوكالات والمنظمات الإنسانية دعوتها للحكومات الدولية لتمويل كامل عمليات الإغاثة الإنسانية مثل الغذاء والماء والدواء والمسكن باعتبارها أولوية ملحة.
من ناحيته، حذّر مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في اليمن إدوارد سانتياغو، من استمرار أطراف النزاع في شن الحرب وعرقلة عملية وصول المساعدات الإغاثية، مشيراً إلى أن ذلك يعني استمرار "معاناة ملايين الأطفال المعرضين للجوع أو الحرمان من الرعاية الصحية والمياه النظيفة والتعليم".
أما مدير منظمة كير في اليمن ضو محمد، قال "إذا كان هناك أي أمل لمحادثات سلام فيجب أن تكون مستدامة"، مطالباً بأن يكون لفئة النساء، والشباب والأقليات دور أساسي وجوهري في عملية بناء اليمن في السنوات القادمة.
في السياق ذاته، عبّر منسّق الشؤون الإنسانية لليمن جيمي ماكغولدريك، عن تفاؤله بفرصة وقف الأعمال القتالية التي بدأت أمس، معتبراً أن "هذا الاتفاق في حالة احترامه يوفّر للرجال والنساء والأطفال في اليمن فسحة استراحة يحتاجون إليها بشدّة"، مشيراً إلى أن أطراف العمل الإنساني ستستمر أثناء فترة الهدنة في "القيام بما في وسعها لإيصال المساعدات إلى من يحتاجون إليها".