كشف الحراك الثوري الجنوبي تفاصيل اعتقال قوات الأمن في حضرموت رئيس مجلسه الأعلى فؤاد راشد قبل أسبوعين في مطار سيئون والمفرج عنه اليوم الأربعاء.
وقال الحراك -في بيان له- إنه فوجئ صبيحة الجمعة 17 سبتمبر الجاري بتوقيف جواز فؤاد راشد رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري بمطار سيئون الدولي من قبل مندوب الأمن القومي فيصل باجبع ومنعه من السفر في الرحلة المتجهة الساعة السادسة صباحا من مطار سيئون لمطار جدة الدولي.
وأضاف "جرى بعد ذلك بصورة تعسفية اقتياده من صالة المغادرة إلى غرفة حجز بالدور الثاني في المطار حتى الساعة العاشرة صباحا، حين تم ترحيله بسيارة نوع هايلوكس يستقلها أربعة شبان مفتولي العضلات ومدججين بالسلاح اتجهوا به حتى موقع قريب من منطقة الردود، وجرى تسليمه لقوة عسكرية غير معروفة تقدر بنحو خمسة أطقم وثلاثين فردا قاموا بوضع عصابة على عينيه ونقلوه إلى طقم عسكري آخر بعد أن وضعوه أرضا في هيئة غير إنسانية".
وأشار إلى أن الموكب العسكري مضى به إلى منطقة تقرب من مدينة المكلا وتم نقله لقوة عسكرية أخرى معصوب العينين بسيارة هايلوكس على الأرجح حيث وضع أرضا أيضا، ووجد رئيس المجلس نفسه في زنزانة بسجن الأمن السياسي بمدينة المكلا بعد رفع العصابة من عينيه.
وبحسب بيان الحراك فإن راشد أمضى في زنزانته أربعة أيام لا يرى أحدا سوى الحراسة التي تقدم له الوجبات الثلاث دون حديث ولا يعلم سببا عن اختطافه.
وقال "في اليوم الخامس دخل محققان إلى زنزانته واستجوبوه عن مشاركة المجلس في أحداث مدينة المكلا التي شهدت انتفاضة شعبية واسعة ضد تردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات، فأوضح رئيس المجلس أن هذا الفعل الشعبي مبارك وعفوي من أبناء مدينة المكلا الشباب الأحرار، والمجلس أيد هذه الانتفاضة في حضرموت وعدن ويفتخر أن ينسب له هذا العمل".
وتابع "سأل المحققان عن علاقة رئيس المجلس بالحوثي والإصلاح، فأوضح رئيس المجلس أن الحراك الجنوبي يفتخر بدعوته المبكرة لمواجهة الحوثي وأن رئيس المجلس المناضل فؤاد راشد حين كان في عام 2015 أمينا لسر المجلس أصدر عددا من البيانات باسمه يحث على المقاومة والقتال ولا زال على هذا الموقف ثابتا"، وفقا للبيان.
وأردف "أما عن علاقة الثوري بحزب الإصلاح فهي علاقة اعتيادية فضلا أن حزب الإصلاح ضمن قوام سلطات الشرعية وقد أعلن المجلس الثوري دعمه للشرعية في مواجهة الحوثيين وانخراط قياداته وقواعده في هذه الحرب إلى جانب الشرعية والتحالف العربي".
وذكر بيان الحراك الجنوبي أن "المحققين سألوا راشد أيضا عن علاقة رئيس المجلس بنائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر وأبناء الرئيس عبد ربه منصور هادي ومدير مكتبه عبد الله العليمي ونائبه الشيخ أحمد العيسي ومستشار رئيس الجمهورية ياسين مكاوي واللواء ركن أحمد الميسري وزير الداخلية السابق، فأوضح رئيس المجلس بكلمة مختصرة أن الحراك الجنوبي يدين بالولاء لرئيس الجمهورية ونوالي من يواليه ونحتفظ بتقدير عظيم لما قدمه للقضية الجنوبية ونحن مستمرون في تحقيق غاياتنا".
وأوضح بيان الحراك أن المحققين قدموا أسئلة عن المجلس الثوري ونشأته وأهدافه إلى آخر ذلك.
ووفقا للبيان فإن راشد رد على المحققين بالقول: هل تعادي سلطة حضرموت شرعية الرئيس هادي حتى تسأل عن علاقتنا به أم أن هذه الأسئلة موجهة من جهة أخرى غير سلطة حضرموت؟ فاكتفى المحققان برسم ابتسامة عريضة على شفتيهما.
ولفت إلى أن رئيس المجلس بقي في زنزانته حتى صباح الاثنين الماضي كعادة الأيام الأولى حين تفاجأ بدخول اللواء ركن فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت بمعية عبد القادر باربيد مدير جهاز الأمن السياسي بحضرموت إليه.
وقال البيان إن راشد بادر مخاطبا البحسني بالقول: ما الذي دعاك لجرجرتي من مطار سيئون ومنعي من السفر وما هي تهمتي هنا؟ فأجاب المحافظ أنه عاد من الخارج هذه اللحظة وحرص على الزيارة إلى مقر السجن للاطمئنان وهو بطريقه لمطار الريان لاستقبال رئيس الوزراء ثم يكون هناك لقاء مساء الثلاثاء بمنزله على وجبة عشاء.
وأشار البيان إلى أنه صباح اليوم الأربعاء "أطلق سراح فؤاد راشد دون أن يعلم خلفيات الاختطاف التعسفي غير محاولة إلصاق به تهمة التخابر مع الحوثي كما أرادوا أن تكون ولكن فشلت وسقطت سقوطا مخزيا".
وحمل المجلس الأعلى للحراك الثوري فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت كافة المسؤولية عن تداعيات السجن.
وأكد المجلس أن عمليات الترهيب لن تثني قياداته وقواعده عن الالتحام بقضايا الناس ولن تعيقه عن استمرار نضاله السلمي كمنهج ثابت حتى تحقيق تطلعات ما سماه "شعب الجنوب" في الحرية والاستقلال.
وفي وقت سابق اليوم، أفرجت السلطات الأمنية بحضرموت عن رئيس مجلس الحراك الثوري الجنوبي فؤاد راشد.
وكانت السلطات الأمنية بمطار سيئون أوقفت راشد أثناء توجه إلى القاهرة.