[ طائرة روسة تغادر قاعدة عسكرية في سوريا ]
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين 14 مارس، عن انسحاب قواته من سوريا، وذلك بعد نجاح مهمتها هناك.
واعتبر محللون بأن انسحاب سوريا لم يحدث إلا للضغط على النظام السوري للتوصل إلى حل للأزمة السورية، وهذا ما أكدته المانيا أيضا.
وبقدر ما كان قرار سحب القوات الروسية مفاجئا، وغير واضح المعالم، خصوصا مع رفض الكرملين التعليق على إمكانية التدخل ثاني، فإنه سيؤثر بشكل كبير على الوضع في المنطقة، وسيعقبه قرارات دولية كثيرة، قد تفضي إلى التمكين السياسي للحوثيين وفق رؤية البعض.
وبات من المؤكد بأن خارطة المشهد السوري ستتغير، لكن هل سيكون لما حدث في روسيا أي أثر على اليمن؟.
عنصر المفاجأة
الاعلامي وديع عطا ذكر لـ( الموقع):" سيكون لعنصر المفاجأة في الموقف الروسي أثر سلبي في المعنويات المتدهورة لدى مقاتلي المحور الانقلابي، خصوصا أنه يأتي على إثر انكسارات سابقة، أهمها دحرهم من غرب تعز، وهرولة قياداتهم الحوثية ﻹبرام اتفاق سلام جزئي غير معلن مع الجانب السعودي، انعكس أيضا في تراجع أدائهم الإعلامي، فلم تعد نشراتهم تتحدث عن الفتوحات الوهمية في الحدود".
ويضيف:" الموقف الروسي في الجانب الآخر يعزز من معنويات الطرف المهاجم، وأعني محور المقاومة الشعبية والجيش الوطني، ويفتح شهيتهم للتقدم نحو صنعاء".
إضافة إلى الانهيار المعنوي الملحوظ في جناح مقاتلي المخلوع، بعد أن كان الروس يمثلون حائط مبكى يندب عليه ويتكئ عليه؛ ﻹظهار شيء من القوة والتماسك الشكلي، الذي يريد الظهور به، بتدبير لقاءات مصورة مع مسئولي سفارة موسكو. حسب عطا.
انسحاب من أزمات المنطقة
ويرى الباحث في الشئون الإيرانية عدنان هاشم أنه:" لم تظهر بعد الدوافع الروسية للانسحاب من سوريا، لكن مهما كان نوع هذا الانسحاب فهو يعني انسحاب الروس من أزمات الشرق الأوسط، وسينسحب ذلك على خيبة الآمال التي تعصف ب"صالح"، الذي يظهر كخائف مع بدء إيجاد مقاربات بين الحوثيين والسعودية".
وأوضح لـ( الموقع):" أن ذلك سينعكس أيضاً على حالة الضغط المستمرة من قبل "الروس" في مجلس الأمن، حول ضرورة إيقاف الأعمال العسكرية في اليمن بدواعٍ إنسانية، بحكم أن المحرك الرئيسي في تلك الضغوط، كان التواجد الروسي في سوريا، وعلاقته بدعوات التحرك السعودية التركية لإسقاط نظام الأسد".
صدمة للحوثيين
الكاتب متولي محمود قال:" الانسحاب الروسي، مفاجئ، وربما جزئي، مع الإبقاء على بعض القوات، بما في ذلك بعض المقاتلات السوخوي، كما أن الروس يملكون قاعدة عسكرية في طرطوس، منذ سنوات، وهذا يعني أن التواجد العسكري باقٍ، فالأمر متعلق بالنوايا الحسنة للروس من جهة، وبالحبكة التي جرت مؤخرا مع الولايات المتحدة".
وهو يؤكد لـ( الموقع) أن:" القضية اليمنية ليست بمنأى عن سوريا، وستشكل صدمة كبيرة للحوثيين، الذين يتوسلون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل في اليمن".
ويشير" متولي" إلى أن:" قضية انسحاب الروس المفاجئ من سوريا لا تزال غامضة، ومن الصعب الرسم عليها فيما يخص الملف اليمني، ومع ذلك، والملاحظ أن السياسة السعودية الجديدة، وأوراق اللعب القوية، تؤتي ثمارها في الضغط سواء على الروس أو الغرب، على الأقل حتى الآن، وهذا يشكل اطمئنان لدى الشارع اليمني".
" متولي" كان يستبعد تدخل روسي مباشر في اليمن لعدة أسباب منها، المخاوف من الروس تكمن في التوافق الذي تشكل مؤخرا مع عدوها اللدود أمريكا، فيما يتعلق بإصدار قرارات أممية، كما حدث في سوريا".
وهو يعتبر أن:" قرار سحب القوات الروسية من سوريا بالنسبة لليمن، هو دفن لأوهام الانقلابيين الذين يمنون أنفسهم بتدخل روسي، هذا بغض النظر عن نوايا الانسحاب، والذي يخص القضية السورية وحدها".