[ اللاجئة الفلسطينية سارة ياسين (العربي الجديد) ]
تتزامن الذكرى 73 من نكبة فلسطين، مع عدوان إسرائيلي لم تسلم منه كلّ فلسطين؛ الداخل والضفة الغربية وقطاع غزّة. عدوان شامل دفع الفلسطينيين إلى التلاحم في وجه نظام الأبارتهايد الإسرائيلي وآلته العسكرية. ورفع الصوت عاليًا للتأكيد أنّ هذه الأرض لهم. أنّ يافا وحيفا وطبريا واللد والرملة وعسقلان والمجدل وعكا والجليل وجنين وبئر السبع وبئر سالم والقدس لهم. وأنهم عائدون، عائدون، إليها.
يستذكر "العربي الجديد" في قصة تفاعلية، نكبة اللجوء الفلسطيني، مستعرضًا شهادات لاجئين عايشوا النكبة، وأبناء ينتظرون العودة. وهذا بعضٌ من 7.5 مليون شهادة حيّة على حق العودة، وهنا قصة اللاجئة سارة ياسين:
سارة ياسين، شاعرة وكاتبة فلسطينية، وقصتها تلخص معاناة فلسطينيي العراق في اليمن، وقد روت لـ"العربي الجديد"، أنها دوّنت جزءا من تلك المعاناة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وُلدت سارة في الكويت، وفي سن الرابعة وقعت الحرب وسقطت الكويت في قبضة الجيش العراقي. بعد عامين، دفعت الأسرة ضريبة موقف أبو عمار من تلك الحرب وهاجرت إلى العراق.
في عام 2006، كانت سارة في العشرين من عمرها، وأصبحت كاتبة وشاعرة، وعندما انفجرت حرب أهلية في العراق وقتل شقيقها الأكبر "عادل" أمام عينيها، أرسلت خطاباً إلى اتحاد الأدباء والكتاب العرب في دمشق، والأخير نشر بياناً يطالب بإنقاذ أسرة الشاعرة.
استجابت وزارة التعليم العالي اليمنية، للنداء ومنحت سارة مقعداً في كلية الهندسة بجامعة صنعاء. ومن العاصمة اليمنية، قامت باستدعاء أسرتها، قبل أن تتزوج بطالب يمني يدرس الطب، وانتقلت معه فيما بعد للعيش في القاهرة، ثم ألمانيا التي يقيمان فيها حاليا.
عاشت سارة بوثيقة سفر مصرية، وهذه مثّلث معاناة كبيرة لها، حسب تعبيرها، فأسرتها تعيش في الأردن وتحمل الجنسية الأردنية "الجدة، العمات، الخالات، الأعمام، الأخوال"، فيما تعيش أمها في صنعاء بوثيقة سفر مصرية ولا تستطيع مغادرة البلد، لأنها وثيقة لا تعترف بها أي سفارة.
لجوء واغتراب
منذ 2006، تقيم الأم في العاصمة صنعاء ولا تستطيع مغادرتها، وكان رئيس الحكومة اليمنية السابق محمد سالم باسندوه قد أصدر توجيهاً، في 2013، بمنح الأم جواز سفر يمنيا حتى تتمكن من زيارة أهلها في الأردن، ثم جاءت حكومة خالد بحاح ومررت توجيه باسندوه، لكن السلطات الحوثية أوقفت المعاملة في اللحظات الأخيرة.
تقول سارة ياسين "لم تطلب أمي أكثر من وثيقة سفر يمنية تُمنح للاجئ الفلسطيني ليستطيع بها السفر (..) لم تكن أمنيتها أكثر من القدرة على السفر إلى الأردن لترى جدتي التي تجاوز عمرها التسعين عاما".
وتضيف ياسين "والدتي محبوسة في صنعاء تبكي شوقا لوالدتها في أيامها الأخيرة، وأنا هنا في ألمانيا أبكي عجزي وقلة حيلتي، لا أستطيع تحرير والدتي من لعنة جواز السفر".