[ توكل كرمان: السعودية تعتقد أنها نجحت لكنها غرقت كثيراً في مستنقع اليمن ]
قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي شعارات زائفة ترددها المملكة العربية السعودية للتغطية على أهداف إستراتيجية غير معلنة.
وقالت كرمان -في مقال لها نشرته بصفحتها على فيسبوك- إنه كأي حرب وتدخل خارجي تخوضها الدول، للسعودية إستراتيجية من حربها في اليمن، وضعتها بدقة قبل أن تطلق حتى رصاصة واحدة تجاه اليمن.
وأشارت إلى أن هذه الإستراتيجية هي بالضبط ما يحدث من ترتيبات وأوضاع على الأرض، وقالت "انظروا إليها وقولوا وأنتم واثقين وعلى يقين تام أن هذه هي إستراتيجية السعودية وأجندتها وأهدافها من الحرب التي أعلنتها وقادتها".
وأضافت "ما يحدث من ترتيبات على الأرض في اليمن هو إستراتيجية وأجندة حرب السعودية في اليمن، لا ما يعلن عنه من شعارات وعناوين لتلك الحرب، وما تلك العناوين والشعارات المعلنة عن إعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب الحوثي إلا مجرد غطاء لتمرير الأهداف والإستراتيجية غير المعلنة".
كأي حرب وتدخل خارجي تخوضها الدول، للسعودية استراتيجية من حربها في اليمن، وضعتها بدقة قبل أن تطلق حتى رصاصة واحدة تجاه...
Posted by توكل كرمان on Saturday, June 20, 2020
وتابعت كرمان قائلة "ما يحدث على الأرض.. لا ما تقوله قناة العربية وصحيفة عكاظ هو إستراتيجية السعودية من الحرب التي تقودها، يساعدها كل من لا يقل ذلك بوضوح من اليمنيين غباءً أو خوفاً أو عمالة، ومنهم الذين يقولون إنها أجندة الإمارات وليست السعودية".
وتساءلت "كيف يمكن أن تكون مجرد أجندة للإمارات في الحرب التي تقودها السعودية؟ هذا القول لا يقوله عاقل".
وأردفت "نعم للإمارات نوايا شريرة جدا، لا أنكر ذلك، لكنها في اليمن جزء من إستراتيجية السعودية فهي من يتحكم بتفاصيل الحرب التي تقودها وتشارك فيها الإمارات كفاعل ثانوي".
واستطردت الناشطة اليمنية "انظروا إلى ما حدث في سقطرى من انقلاب، هل هو انقلاب سعودي أم إماراتي؟".
واستدركت "الإمارات قالت قبل نحو عامين بأنها انسحبت من هناك، وقد فعلت ذلك بالفعل وحلت محلها قوات سعودية كثيرة، قالت السعودية حينها إنها ستبقى فقط لمدة شهر وستنسحب فور تسليم الجزيرة لسلطة الشرعية وتمكينها من بسط سيطرتها على الجزيرة، وفق اتفاق مع رئيس الحكومة حينها أحمد عبيد بن دغر نشرته وسائل الإعلام، خلال العامين راكمت قواتها هناك وسلمت الجزيرة ظاهرياً لانقلابيي الانتقالي".
ومضت كرمان بالقول "أقول ظاهريا، إذ إن السعودية هي من تسيطر على الجزيرة وهي من تحتلها، الانتقالي مجرد محلل يدار كلياً من قبل السعودية، لا رأي له ولا قرار"، حد قولها.
وأكدت أن سقطرى جزيرة محتلة من قبل السعودية مثلما تحتل من جزر وسواحل ومناطق حيوية في اليمن.
وقالت "يخيل للسعودية وقد حققت ما حققت وسط هذا الانكشاف الكبير والمخزي للنخب والمكونات والقوى السياسية اليمنية أنها قد نجحت في تنفيذ إستراتيجيتها".
وختمت كرمان مقالها قائلة "ما لا تدركه السعودية أنها فقط غرقت كثيرا في مستنقع اليمن، ستتمنى يوماً أنها تخرج منه معافاة، لكن غريق المستنقعات لا يخرج إلا جثة هامدة في العادة، وإلا معلولاً معاقاً في أحسن الأحوال".