[ تملك الإمارات نفوذاً بالمحافظة عبر "النخبة الحضرمية"(صالح العبيدي/فرانس برس) ]
يسود خوف وقلق في مناطق شرق اليمن، من مساعي الإمارات ووكلائها لتفجير الأوضاع في محافظة حضرموت، أكبر مناطق اليمن مساحة، إذ تشكل أكثر من ثلث مساحة البلد، وهي 193 ألف كيلومتر مربع من أصل 555 ألف كيلومتر مربع. وتُعَدّ حالياً أكثر المحافظات من حيث الثروة، ما جعلها هدفاً لأطراف عدة، بينها الإمارات، التي تواصل العمل على توتير الأوضاع في حضرموت.
وفي ظل تلك التوترات والتطورات التي تشهدها حضرموت، ولا سيما في وادي وصحراء المحافظة، ركّز الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كثيراً، خلال أقل من أسبوعين، على الأوضاع في حضرموت، إذ كان على تواصل مع قيادة السلطة المحلية فيها، فضلاً عن قيادة المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية، لرفع الاستعدادات العسكرية لأي طارئ، وتوجيه قوات الجيش والأمن كافة بوقف مساعي أي طرف لتفجير الوضع في المحافظة. وأكد توحيد كل الأجهزة الأمنية والعسكرية فيها، ومنع أي تشكيلات خارج سلطة الدولة. كذلك فإنه أجرى تغييرات في أمن المحافظة.
من جانبه، وجه محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء الركن فرج البحسني، أول من أمس السبت، برفع الجاهزية والحسّ الأمني والانضباط والمعنويات، والاهتمام بالتدريب والتأهيل في جميع الوحدات والألوية العسكرية، ومنع الفوضى ومواجهة محاولات البعض لنقل الصراع إلى حضرموت، وذلك خلال ترؤسه اجتماع اللجنة الأمنية العليا في المحافظة، بحضور قيادات الألوية والوحدات العسكرية والأمنية في مناطق ساحل حضرموت وأيضاً الوادي والصحراء. تطورات الأوضاع زادت حدتها بعد استهداف أحد أبرز القادة الأمنيين الحضرميين في وادي وصحراء المحافظة، مدير أمن شبام العقيد صالح عبد الله بن علي آل جابر ومرافقيه في منطقة شبام، قبل أيام، في محاولة لتوتير الأوضاع، من قبل الإمارات ووكلائها. لكن قبائل في وادي حضرموت، بينها القبيلة التي ينتمي العقيد القتيل إليها، رفضت الانجرار إلى محاولات توتير الأوضاع في مناطق الوادي والصحراء.
وقال القيادي القبلي في وادي حضرموت، الشيخ عبد الله يعقوب، لـ"العربي الجديد": "ندرك تماماً خطورة الوضع في مناطقنا في وادي وصحراء حضرموت، لذلك تجنبنا محاولات جرّ مناطقنا وقبائلنا إلى صراع، سواء ضد الحكومة الشرعية أو أي طرف آخر تحت أي مسمى كان، لأن انفجار الوضع في وادي وصحراء حضرموت سيكون كارثياً. وهذا ما جعل قبائل الوادي توجه رسائلها إلى الجميع، أنها لن تقبل بصراع عسكري في مناطقنا. إن عملية استهداف المسؤول الأمني في شبام، قبل أيام، جنائية، والسلطات الأمنية والجنائية والقضائية تقوم بواجبها للكشف عن المتهمين والقتلة وتقديمهم للعدالة". وأكد أن "القبائل، بما فيها آل جابر التي ينتمي القتيل إليها، رفضت بشكل قاطع وصريح محاولة أي طرف استغلال الحادثة لتمرير مشروعه، وجرّ مناطق الوادي والصحراء إلى حرب. وهي قطعت الطرق أمام كل تلك المحاولات، وذلك بالتنسيق مع قيادة السلطة المحلية وقيادات قوات الجيش والأمن في مناطق المحافظة، سواء الساحلية منها أو الوادي والصحراء". وطلب من "الجميع احترام أبناء المحافظة".
من جانبه، أوضح العقيد في الجيش في وادي حضرموت محمد بن سويلم، لـ"العربي الجديد"، أن "أبناء حضرموت هم عماد قوات الجيش"، مؤكداً أن "أبناء حضرموت لن يقبلوا محاولة الإمارات، عبر مليشياتها، جرهم إلى خيار يرفضونه". وأشار إلى أن أبناء المحافظة أثبتوا هذا الأمر مراراً وتكراراً، وهم رفضوا محاولة تهييج القبائل والدفع نحو تفجير الأوضاع بواسطة موالين للإمارات، التي تحاول نقل الصراع إلى وادي وصحراء حضرموت وإثارة الشارع الحضرمي ضد قوات الحكومة الشرعية الموجودة في الوادي، خصوصاً بعد فشل أبو ظبي ووكلائها في إثارة الرأي العام الحضرمي وإقناعه بالموافقة على شنّها عملية عسكرية في وادي وصحراء المحافظة ضد قوات الشرعية بحجة الإرهاب.
يشار إلى أن الإمارات ووكلاءها يحاولون منذ أربع سنوات جرّ أهالي حضرموت للقبول بشنهما عملية عسكرية في وادي وصحراء المحافظة لطرد قوات الحكومة والسيطرة على آبار النفط والثروة. لكن تمسك الحضارمة، بكل أطيافهم، بعدم جرّ محافظتهم إلى صراع، أفشل كل محاولات الإمارات للقيام بذلك، رغم أنها تملك نفوذاً في منطقة الساحل الحضرمي، بفعل اختراقها لقوات الجيش والأمن عبر قوات "النخبة الحضرمية" التي أنشأتها ودربتها ومولتها.