[ "سام" تحذر من كارثة بسبب القصور في التصدي لجائحة كورونا في اليمن ]
حذرت منظمة سام للحقوق والحريات من كارثة في اليمن بسبب القصور في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ودعت "سام" ومقرها بجنيف - في بيان لها الجمعة على ضوء تسجيل أول إصابة بالفيروس في اليمن- المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل في مساعدة اليمن لتنفيذ الإجراءات الاحترازية الضرورية لمنع تفشي الوباء لتفادي وقوع كارثة إنسانية وخيمة في صفوف المدنيين فيه.
وأكدت على ضرورة بلورة خطة استجابة عاجلة لتجنيب اليمنين خطر تفشي الوباء في ظل التدهور الخطير للخدمات الصحية في البلاد.
وحثت المنظمة جميع الأطراف في اليمن على الالتزام بالإجراءات العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية في التعامل مع الوباء ومنع خطر تفشيه.
وأشارت إلى أن اليمن سجل أول حالة للوباء في مدينة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت، فيما يتزايد خطر احتمال تفشي الوباء بصورة أكبر، الأمر الذي يستدعي مزيدا من الإجراءات والدعم الدولي العاجل.
وقالت إن تفشي كورونا على المستوى العالمي يضع اليمن الذي يعاني أصلا من معدلات قياسية لانتشار أوبئة وأمراض كثيرة وضعف البنية الصحية أمام تحديات ومخاطر كارثية.
كما دعت المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة وطارئة لليمن لمساعدتها في تنفيذ اجراءات احترازية ضرورية وفاعلة, ووضع خطة استجابة عاجلة لتجنيب اليمن أي إصابة والمحافظة عليها خالية من الوباء.
ونبهت إلى أن اليمن يعاني من انفلات أمني كبير في ظل سيطرة دولة الإمارات والقوات التابعة لها على مطار عدن ومينائها، بينما المنافذ الحدودية تتحكم بها قوى متعددة على طول الحدود اليمنية البرية والبحرية.
وذكرت المنظمة أن مؤشرات الصحة السكانية في اليمن بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية متدنية جدا مقارنة بالدول المجاورة، نظرا لتدهور الخدمات الطبية، إضافة إلى أن الحرب الدائرة منذ خمس سنوات بين القوات الحكومية المعترف بها دوليا مدعومة من التحالف السعودي الإماراتي من جهة وبين جماعة الحوثي من جهة أخرى أدت إلى تخريب وتدمير واسع في البلاد بما في ذلك المرافق الطبية.
وأكدت المنظمة تدمير نحو 133 منشأة صحية في اليمن بحسب تقرير الأرشيف اليمن، مما يجعل تبني استجابة وطنية عاجلة لمواجهة خطر تفشي الوباء بالغ الأهمية لحماية المدنيين كأولوية قصوى.
في الوقت ذاته أكدت "سام" أن أي إجراءات لمواجهة الوباء لا يجب أن تكون ذريعة بحرمان المدنيين من حقوقهم أو التضييق عليها بما يشمل مختلف الخدمات الرئيسية للسكان.
وحول الاستعدادات الصحية الاحترازية لمواجه الوباء، أفادت أن الإجراءات المتخذة لا ترتقي حتى الآن إلى مستوى الخطر الذي قد يشكله الفيروس سواء تخصيص مستشفيات لاستقبال حالات مرضية أو تجهيز معامل فحص متخصصة، أو حتى التوعية بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه.
وذكرت أن الإمكانيات المادية تقف عائقا أساسيا في طريق اتخاذ أي إجراءات ملموسة في ظل معاناة اليمن من نقص شديد بالمستلزمات الطبية وتضرر كبير بالمنظومة الصحية خلال سنوات الحرب ما يستوجب تحركا دوليا وأمميا جادا وفاعلا لاسيما من منظمة الصحة العالمية.
وفي ملف الحجر الصحي وحرية التنقل، رصدت المنظمة انتهاكات لحق التنقل من قبل جماعة الحوثي تحت مسمي الحجر الصحي في منطقة رداع في محافظة البيضاء وعدم مراعاة قواعد وإجراءات الحجر الصحي المنصوص عليه في البروتوكولات الصحية، واتسمت مناطق الحجر الصحي التي خصصتها جماعة الحوثي بالعشوائية والفوضى بحسب مقاطع مسربة اطلعت عليها المنظمة.
وحذرت "سام" من مخاطر تفشي فيروس كورونا داخل السجون في اليمن والتي تتسم في غالبها بأنها غير قانونية أو سرية يصعب الوصول إليها أو معرفة مكانها وتفتقد لأبسط مقومات الرعاية والسلامة العامة.
وذكرت أنها لم ترصد اتخاذ أي إجراءات فعلية لحماية السجناء في سجون جماعة الحوثي أو الجماعات المسلحة تابعة لدولة الإمارات أو الحكومة الشرعية ما يجعل تلك السجون مصدر تهديد للأمراض والأوبئة.
وحذرت "سام" من أن التقصير الحاصل باتخاذ إجراءات احترازية بشأن المهاجرين يهدد بوضع كارثي في مخيمات إيوائهم، مما يتطلب من المنظمات الأممية المختصة مثل منظمة الهجرة الدولية والمفوضية الخاصة باللاجئين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.