كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية اليوم الخميس عن معرفة مسؤولين مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بخطط اختراق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست جيف بيزوس، مؤكدة أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي يحقق في الحادث.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين -لم تسمهم- أن هؤلاء المقربين من محمد بن سلمان كانوا على علم بوجود خطة لاختراق هاتف بيزوس فقط، دون معرفة أي محاولات لاستخدام هذه المعلومات (الناتجة عن الاختراق) من أجل الابتزاز.
وأشارت إلى أن من بين المسؤولين الذين كانوا يعلمون هذه الخطة مستشار ولي العهد السعودي آنذاك سعود القحطاني، الذي قالت إنه كان أيضا متورطا في عملية الاختراق.
ولفتت إلى أن الاختراق كان جزءا من حملة تهديد وتخويف على خلفية عمل الصحفي جمال خاشقجي -الذي تعرض للقتل وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي- مع صحيفة واشنطن بوست.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف.بي.آي) يحقق في اختراق هاتف بيزوس.
وعمل خاشقجي مع الصحيفة قبل قتله في السفارة السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
واعتبرت وسائل إعلام عالمية أن عمل خاشقجي مع واشنطن بوست كان بداية الصراع بين السعودية وبيزوس.
كيف حدث الاختراق؟
وحسب صحيفة الغارديان -التي كشفت عن تفاصيل الواقعة- فإن الاختراق حدث قبل خمسة أشهر من جريمة قتل خاشقجي.
كما لفتت إلى أن هناك علاقة وثيقة بين المدير التنفيذي لشركة "أميركا ميديا إنك" الناشرة لصحيفة "ناشيونال إنكوايرر" ديفد بيكر، وولي العهد السعودي.
وبدأ الأمر في أبريل/نيسان 2018، عندما حضر بيزوس حفل عشاء مع ولي العهد وتبادلا الأرقام، بعدها -وتحديدا في مايو/أيار من العام ذاته- تلقى بيزوس ملف فيديو مشفرا تم إرساله من حساب واتساب الشخصي لولي العهد السعودي، تبعها بدء تسرب كميات هائلة من البيانات من هاتف بيزوس.
ثم قال بيزوس إنه تلقى رسائل واتساب من محمد بن سلمان تحتوي معلومات خاصة وسرية عن حياته الشخصية، حسب ما نقلته وسائل إعلام في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وفبراير/شباط 2019، وهي الفترة التي تلت مقتل خاشقجي.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، بدأت صحيفة "ناشونال إنكوايرر" نشر محادثات خاصة لبيزوس سربت من هاتفه، وجمعته بصديقته المذيعة السابقة لدى شبكة تلفزيون "فوكس" لورين سانشيز.
وقبل شهر واحد من تسريب الرسائل الخاصة، أعلنت ماكنزي بيزوس زوجة جيف أنها تخطط للطلاق، مؤكدة أنهما كانا منفصلين منذ وقت طويل.
مطالبة أممية
من جانب آخر، أكد بيان صادر عن مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات القتل خارج القانون أنييس كالامار، والمقرر الخاص المعني بحرية التعبير ديفيد كاي؛ أن التحليل الجنائي لعملية اختراق هاتف مالك شركة أمازون جيف بيزوس، عبر رسالة من محمد بن سلمان، يمكن تقييمه بأنه موثوق به بدرجة بين المتوسطة والعالية.
وقال المقرران الأمميان إن قرصنة هاتف بيزوس تتطلب إجراء تحقيق فوري من قبل السلطات الأميركية وغيرها من الجهات المعنية بهذا الموضوع.
وأعلن المسؤولان الأمميان أن لديهما معلومات تشير إلى "احتمال ضلوع" محمد بن سلمان في اختراق هاتف بيزوس، وطالبا بتحقيق فوري.
وأوضح البيان الأممي أن البرنامج الذي استخدمه محمد بن سلمان في قرصنة هاتف بيزوس هو برنامج "بيغاسوس" للتجسس الإلكتروني الإسرائيلي.
والثلاثاء، نفت السفارة السعودية في واشنطن التلميحات بأن ولي العهد قرصن هاتف بيزوس، وقالت السفارة على حسابها بموقع تويتر إن التقارير الإعلامية الأخيرة التي تلمح إلى أن المملكة كانت وراء قرصنة هاتف جيف بيزوس "سخيفة".