لم يأبه أهالي العارضة بالتضاريس الوعرة عند توجههم لإنقاذ الطيار البحريني النقيب علي جاسم، بعدما سقطت طائرته الحربية مساء الأربعاء إثر خلل فني ليحط بمظلته على سفح أحد الجبال المرتفعة، إذ هب الأهالي لنجدته بعد متابعته وهو يرسو على أحد طرق المحافظة، مهنئينه بالسلامة ومطمئنين على حالته الصحية.
 
قصة الطيار البحريني، لاقت رواجا بين سكان المنطقة بعد سماعهم دوي انفجار قوي اعتقدوا في الوهلة الأولى أنه ناتج عن اعتراض صاروخ معاد، قبل أن يكتشفوا أن ذلك لم يكن سوى طائرة حربية تابعة للتحالف سقطت إثر خلل فني، إذ شاهدوا الطيار وهو ينزل بمظلته ليتابعوا لحظات نزوله في منطقة وعرة وصعبة الوصول، ليهدئوا من روعه بعد أن أخبروه أنه داخل الأراضي السعودية، فيما تسابق الأهالي على استضافته قبل أن ينقل للمستشفى لتلقي العلاج من بعض الإصابات الطفيفة التي لحقت به.
 
شاهد العيان حسن موسى سالم حكمي الفيفي، أشار إلى أنه أول من باشر الموقع في أقل من دقيقة بعد وصول الطيار إلى الأرض، قائلا: «عند نحو الساعة السابعة صباحا سمعت صوت انفجار قويا كنت أظنه في اللحظة الأولى أنه صوت صاروخ تم اعتراضه، وخرجت مسرعا من منزل والدي لتقصي الأمر حيث اتجهت إلى موقع السقوط ورأيت الطيار يهبط بمظلته على أحد الجبال القريبة مني، فاتجهت نحوه ووصل معي في نفس التوقيت محمد مفرح حسن الفيفي من منسوبي القوات البرية، لنصعد سويا إلى الجبل.
 
واضاف: بعد وصولنا للطيار طمأناه بعد سؤاله عن موقع سقوطه وأخبرناه أنه داخل الأراضي السعودية وأخرجت له بطاقتي الشخصية ليطمئن أكثر، في ذلك الحين وصل يحيى علي محمد الفيفي من منسوبي القوات البرية وحسين جبران حسن المشنوي الفيفي متقاعد من الجيش، وقمنا بمساعدته على النزول وأركبته سيارتي لإيصاله إلى مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة، حيث تقابلت مع الطبابة التابعة للجيش بعد نزولي من الجبل وقمت بإيقافهم وأخبرتهم أن الطيار متواجد معي، وعلى الفور قاموا باستلامه وإركابه في الإسعاف واتجه معي بعضهم صعودا للموقع لأخذ المظلة ومحتوياتها التي كانت بحوزة الطيار».