اختتمت اليوم الخميس بالعاصمة صنعاء، الدورة التدريبية المتخصصة حول مهارات التغطية الإعلامية أثناء النزاعات، لمجموعة من الصحفيين اليمنيين، والتي نظمتها منظمة "فردريش إيبرت" الألمانية (FES ) ، بالتنسيق مع مركز الدراسات والإعلام الإقتصادي، لمدة ستة أيام.
وبحسب القائمون على برامج المنظمة، فإن هذه هي الدورة الأولى من نوعها، في اليمن، مشيرين إلى أهمية هذا النوع من الدورات والتي من المفترض أن تساهم في أن يصبح الإعلام مساعدا على إحلال السلام والتقليل من النزاعات.
هذا وتلقى المشاركون في الدورة، البالغ عددهم أكثر من 20 متدربا، على مدى أيامها الستة، معارف ومهارات متخصصة من المتوقع أن تمكنهم من تغيير أسلوب تعاطيهم الإعلامي مع الأحداث ومختلف المعطيات المؤثرة في الصراع القائم، والانتقال من نمط الصحافة المؤججة للنزاع، إلى إطار الصحافة الجيدة، أو ما يعرف بـ"الحساسة للنزاع".
وخلال الجزء الأول من الدورة، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام، تلقى الصحفيون المستهدفون بها، معارف ومعلومات، حول النزاع وأسبابه وأنواعه، بالإضافة إلى معرفة مفاهيم الخلاف والنزاع والصراع والفرق بينها، إلى جانب اكتسابهم مهارات تحليل النزاع، والأدوات المستخدمة في التحليل، ومهارات التدخل لحل النزاع.
كما تعرف المشاركون بصحبة المدرب والخبير الدولي فايز الصنوي، على مفاهيم السلام وأنواعه، بالإضافة إلى تلقيهم الكثير من المعارف حول ذلك، إلى جانب تطبيق تلك المهارات من خلال أمثلة تطبيقية، وتمارين ساهمت في تعميق مفاهيم النزاع والسلام، وكيفية التعامل مع كليهما.
وفي الجزء الثاني من الدورة، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام أيضا، وتركز حول "الصحافة الحساسة للنزاع، تلقى المتدربون، قدرا عاليا من المعلومات والمعارف المدعّمة بالتمارين والنماذج والتطبيقات حول هذا الجزء الأكثر تخصصا في المجال الصحفي.
وتناول القسم الثاني من الدورة، بقيادة المدرب الدولي والخبير الإعلامي نشوان السميري، دور الإعلام والصحافة على وجه التحديد أوقات النزاع، وكذا الأطر التي ينبغي أن يعمل فيها الصحفيون الذين يسعون للإسهام في إيجاد حلول للنزاعات، وليس تأجيجها.
ومن المفترض أن يكتسب المتدربون الكثير من المعارف والمهارات، فيما يتعلق بالصحافة الجيدة، والفرق بينها وبين الصحافة المؤججة، والمساهمة في تأجيج الصراح، وكذلك الفرق بين الصحافة التقليدية، و "الصحافة الحساسة للنزاع"، والدور اللاواعي للصحافة، وكذلك "تأطير النزاع"، وكيفية التحول من تغطية النزاعات بطريقة سلبية، إلى التغطية الإخبارية التي تساهم في بناء السلام، فضلا عن كيفية التعامل مع المصادر، وأهمية الصورة والكلمة خلال التغطية الإعلامية أوقات النزاعات.
إنطباعات أكثر من جيدة
على ما يبدو فقد حرص منظمو الدورة على ضرورة أن يكون هناك متدربون من مختلف الوسائل الإعلامية، التابعة لكل الأطراف السياسية التي هي بالأساس أطراف رئيسة في النزاع، حيث شارك في الدورة، صحفيون من وسائل إعلامية محسوبة على جماعة أنصار الله "الحوثيون"، وأخرون من وسائل إعلامية محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام، وحزب الإصلاح والناصري وغيرها.
وقد عبر المشاركون عن ارتياحهم الكبير من الدورة، منوهين إلى أنها أكسبتهم الكثير من المهارات والأساليب التي حتما ستنعكس على أدائهم وتعاطيهم من الأحداث ومع النزاع الدائر.
وفي ختام الدورة، عبر القائمون عليها، وفي مقدمتهم الأستاذ محمود قياح مدير برامج مؤسسة فردريش إيبرت في اليمن، عن أملهم الشديد في أن ينعكس ما تلقاه الصحفيون المشاركون في الدورة من مهارات وقيم ومعارف على أدائهم وإنتاجهم في مؤسساتهم الصحفية، مشيرين إلى أنه ينتظر أن يلمس الجميع أثرا طيبا للمتدربين من خلال تخفيف حدة الخطاب الإعلامي المستفز والمتخندق وراء الساسة المتصارعين، وأن يكون هناك تركيز على أخبار السلام.