[ آثار الدمار لقوس النصر في الحديدة بين الجيش الوطني والحوثيين ]
في ظل التصعيد العسكري في أغلب الجبهات في اليمن من قبل القوات الحكومية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين، خصوصا الحديدة، يكثف المجتمع الدولي تحركاته لإيجاد حل للصراع الدائر في البلاد منذ أربعة أعوام.
ومنذ نحو أسبوع، تشهد مدينة الحديدة الإستراتيجية، قتالا عنيفا بين قوات تابعة للحكومة اليمنية مدعومة من الإمارات وبين المسلحين الحوثيين الذين يسعون لانتزاع مناطق جديدة إلى قبضتهم من القوات الحكومية.
وتأتي التحركات الدولية بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي مارتن غريفيث تأجيل المشاورات بين الأطراف اليمنية إلى نهاية العام الجاري.
والسبت الماضي، أعلنت الولايات المتحدة توقفها عن تزويد طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، بالوقود في السماء.
وفي السياق حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاثنين، من كارثة قد تقع في الحديدة، التي تشهد قتالا عنيفا بين الحوثيين من جهة والقوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي من جهة أخرى.
وقال غوتيريش إن تدمير ميناء الحديدة في اليمن سيكون "كارثيا"، محذرا من تداعيات الأمر على البلاد، التي تشهد أزمات على جميع الأصعدة، مكررا دعوته لوقف إطلاق النار.
وصرح غوتيريش في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" بأنه "إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة، فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي بالتأكيد"، مذكرا بأن اليمن يعيش في الأصل وضعا إنسانيا خطيرا.
وفي سياق منفصل جدد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الاثنين، دعوة بلاده إلى وقف الأعمال العدائية باليمن وعودة جميع الأطراف لطاولة المفاوضات.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه "بومبيو"، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وطالب السعودية بالدخول في مفاوضات، من أجل إنهاء الحرب في اليمن.
وتزامن ذلك مع إعلان الخارجية البريطانية، زيارة وزير الخارجية جيريمي هانت السعودية والإمارات، اليوم الاثنين، للضغط من أجل إنهاء الحرب في اليمن.
وقالت الوزارة في بيان إنّ هانت الذي سيصل إلى السعودية، الاثنين، سيجتمع خصوصاً مع الملك سلمان وولي العهد، محمد بن سلمان.
وذكرت الخارجية أن "هانت" حث على اتخاذ إجراء جديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمحاولة إنهاء الأعمال القتالية في اليمن وإيجاد حل سياسي للحرب هناك.
وحسب البيان سيتطرّق وزير الخارجية البريطاني في الإمارات إلى المعارك الدائرة في اليمن بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ويساندها تحالف عسكري بقيادة الرياض.
ونقل البيان عن هانت إشارته إلى الحصيلة البشرية "التي لا تُحصى" لهذا النزاع الذي يتطلّب حلاًّ سياسياً، وخلال زيارته، سيجتمع هانت مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.
الاتحاد الأوروبي هو أيضا دعا اليوم الاثنين، إلى وقف القتال في اليمن، مشيرا إلى أن الهجوم العسكري الجاري في مدينة الحديدة ومينائها فاقم معاناة المدنيين.
وقال الاتحاد الاوروبي إن "الوصول إلى الحديدة سيدفع المزيد من اليمنيين إلى حافة المجاعة"، لافتا إلى أن المجاعة تهدد 14 مليون شخص من بين 22 مليون بحاجة إلى المساعدات، كما دعا أطراف النزاع في اليمن إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وشددت الحكومات الغربية، التي تدعم التحالف بالأسلحة ومعلومات المخابرات، مواقفها بشأن اليمن منذ أن أثار مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأولى انتقادات دولية وعرض الرياض لاحتمال فرض عقوبات عليها.
وقال جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي إنه لا يمكن لأي طرف أن يخرج منتصرا من هذه الحرب ومن ثم فإن الوقت حان لتقليص الخسائر.
واضاف لتلفزيون (فرنسا 2) "هذه حرب قذرة. على المجتمع الدولي أن يقول كفى. هذا ما تقوله الولايات المتحدة وما نقوله نحن ويقوله البريطانيون كذلك.
من جانبها رحبت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن بتخفيف حدة القتال واصفة ذلك بأنه إشارة إيجابية، ولا سيما بالنسبة للمدنيين المحاصرين ”اليائسين للغاية“.
وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" يبدو أن القصف والهجمات والقنابل توقفت. والآن لا نعلم تحديدا ما الذي سيترتب على ذلك. لكن الأمر موضع ترحيب شديد.
وفي سياق متصل بحث وزير الخارجية اليمني مع سفيري أمريكا وبريطانيا لدى اليمن ماثيو تولر، وكرستيان تيستو، التطورات العسكرية في اليمن.
وبحسب وكالة سبأ الرسمية، جرى خلال اللقاء مناقشة جهود الحكومة لاستعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتطبيع الأوضاع الاقتصادية، وكذا جهود المبعوث الأممي إلى اليمن لعقد جولة مشاورات سلام جديدة قبل نهاية العام الجاري 2018.
وأكد السفير الأمريكي ماثيو تولر، موقف الولايات المتحدة الداعم للتسوية السياسية في اليمن انطلاقا من المرجعيات الثلاث المتوافق عليها.
بدوره أكد السفير الفرنسي تيستو أن بلاده تتابع التطورات في اليمن وتدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن لاستئناف العملية السياسية.
وقال تيستو إن "فرنسا تتابع التطورات في اليمن وتدعم استئناف العملية السياسية".
إلى ذلك ناقش وزير الخارجية اليماني اليوم، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، جهود الدفع بعملية السلام في اليمن وإجراءات بناء الثقة وعقد مشاورات سياسية لإنهاء الانقلاب وتنفيذ مرجعيات التسوية السياسية.
وخلال اللقاء جدد الوزير اليماني التأكيد على دعم الحكومة اليمنية لجهود المبعوث الأممي وخطته لإحلال السلام واستعادة الدولة والأمن والاستقرار في اليمن.
من جانبه أوضح غريفيث أن جهوده ستستمر حتى تحقيق السلام في اليمن، مثمناً عاليا تجاوب الحكومة اليمنية مع رؤيته للسلام المنشود ومتطلبات تحقيقه.
ويرى سياسيون استطلع رأيهم "الموقع بوست" أن التحركات الدولية المكثفة عن الحرب في اليمن أن هناك تحركا جادا لوقف الحرب في اليمن وإنهاء الصراع.
فيما اعتبر آخرون أن تلك التحركات تأتي في سياق إنقاذ جماعة الحوثي التي باتت تتلقى الهزائم بأكثر من جبهة وتحديدا جبهة الحديدة.